هو الشيخ أبو الفتح برهان الدين ناصر بن أبي المكارم عبد السيد المطرزي الخوارزمي والمعروف باسم المطرزي، وهو عالم من علماء الأدب والنحو في عصره، والمطرزي نسبة إلى من يطرز الثياب ويرقمها، ولد المطرزي عام 538هـ في الجرجانية عاصمة خوارزم، ونشأ المطرزي في مدينته التي ولد فيها وتلقى علومه فيها أيضا. وكان والده عبد السيد من علماء جرجانية أخذ عنه وأورد له آراء في كتبه وذكر شيء من أشعاره. وطلب العلم في حلقات الدرس في جرجانية خوارزم، واهتم المطرزي بدراسة الفقه والنحو واللغة، وأجاد اللغة الفارسية فقرأ ما ألفه العلماء بالفارسية، وتفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة والتزم مذهبه في الفروع، وكان اهتمام المطرزي بعلم اللغة والبلاغة كبيرا دراسة وتدريسا وتأليفا، وكذلك اهتم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتمد عليه بالاستشهاد في مؤلفاته، أما النحو فقد أجاد فيه وأفاد، فكان المطرزي فقيها فاضلا بارعا في علوم اللغة وآدابها فكان ينظم الشعر، وقد تصدر للإفتاء والتعليم في بلده، فخلف آثارا تشهد بفضله وذكرا حسنا، يدل على ذلك أنه رثي بأكثر من 300 قصيدة بعد وفاته وبعض هذه القصائد بالفارسية. وفي سنة 601هـ ذهب المطرزي للحج ونزل بغداد في طريقه، فكانت له لقاءات مع جماعة من الفقهاء والأدباء فأخذوا عنه. وخلف المطرزي آثارا جليلة في البلاغة واللغة، ومن مؤلفاته: ألف في النحو كتابا صغيرا سماه "المصباح في علم النحو" وكان هذا الكتاب محل عناية المتعلمين وقد اهتم به الشراح حتى بلغت شروحه المعروفة ما يقارب الأربعين، ومن مؤلفاته أيضا: "الإيضاح في شرح مقامات الحريري" وهو كتاب كبير الحجم كثير الفوائد، و"المعرب" وهو كتاب مطول في اللغة اختصره في كتاب أطلق عليه "المغرب في ترتيب المعْرب"، و"الإقناع لما حوي تحت القناع" وهو كتاب في اللغة أيضا، و"زهر الربيع في علم البديع"، وله رسائل في النحو واللغة والبلاغة وشروح لبعض كتب السابقين. توفي المطرزي عام 610هـ وعمره 71-72 عاما عليه رحمة الله.