هو العلامة أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجُرْجَانِيّ، ولد في جرجان سنة 400هـ ولم ينتقل منها حتى وفاته، وولد في أسرة رقيقة الحال، وأصله من فارس، وكان ولوعا بالعلم وخاصة النحو والبلاغة، تتلمذ على أبي الحسين بن عبد الوارث، ابن أخت أبي علي الفارسي، وكان يحكي عنه كثيرًا، لأنه لم يلق شيخًا مشهورًا في العربية غيره لعدم خروجه من جرجان في طلب العلم. ويُعد عبد القاهر واحدًا من الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية في مجال الدرس اللغوي والبلاغي، كما أخذ الأدب على يد القاضي الجرجاني وقرأ كتابه "الوساطة بين المتنبي وخصومه". ومع قلة لقاءه بكبار مشايخ ذلك الزمن، فقد أخذ الكثير من العلم من آثار الشيوخ والعلماء الذين أنجبتهم العربية، فنجد في مؤلفاته الكثير من النقول عن سيبويه والجاحظ وأبي على الفارسي وابن قتيبة وقدامة بن جعفر والآمدي والقاضي الجرجاني وأبي هلال العسكري وأبو أحمد العسكري وعبد الرحمن الهمذاني والمرزباني والزجاج. كما يعتبر أحد مؤسسي علم البلاغة، وله مؤلفات عظيمة في هذا المجال، من أهمها: دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة، وقد ألفهما الجرجاني لبيان إعجاز القرآن الكريم وفضله على النصوص الأخرى من شعر ونثر، وكان له آثارا مهمة في الشعر والأدب والنحو وعلوم القرآن، من ذلك ديوان في الشعر وكتب عدة في النحو والصرف مثل "الإيضاح" في النحو، وكتاب "الجمل" وغيرها في الآداب والعلوم كالرسالة الشافية في الإعجاز، وإعجاز القرآن، ودرج الدرر في تفسير الآي والسور. ولم يعرف له الكثير من التلاميذ غير أنه كان علامة في اللغة والبلاغة وذكر في مؤلفاته جملة آراءه في علوم البلاغة العربية، ولا زالت تدرس إلى يومنا هذا. توفي في جرجان سنة 471هـ.