القرطبي

أبو عبد الله

محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي

والملقب بـ

أقبل القرطبي منذ صغره على العلوم الدينية والعربية؛ ففي قرطبة تعلم العربية والشعر إلى جانب تعلمه القرآن الكريم، وتلقى بها ثقافة واسعة في الفقه والنحو والقراءات وغيرها على جماعة من العلماء المشهورين، وكان يعيش آنذاك في كنف أبيه ورعايته، وبقي كذلك حتى وفاة والده سنة 627هـ وكان إلى جانب تلقيه العلم ينقل الآجُرَّ لصنع الخزف في فترة شبابه، وقد كانت صناعة الخزف والفخَّار من الصناعات التقليدية التي انتشرت في قرطبة آنذاك. وكانت حياته متواضعة، إذ كان من أسرة متوسطة أو خامِلة - مع علوِّ حَسَبه ونسبه - إلا أنه أنبه شأن أسرته، وأعلى ذِكرها بما قدَّم من آثار ومؤلفات. ذكر المؤرخون للقرطبي -رحمه الله- عدَّة مؤلفات غير تفسيره العظيم (الجامع لأحكام القرآن)؛ ومن هذه المؤلفات: التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، التذكار في أفضل الأذكار، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، الإعلام بما في دين النصارى من المفاسد والأوهام وإظهار محاسن دين الإسلام. وقد قدَّم المؤلف لتفسيره مقدمة حافلة ببيان فضائل القرآن وآداب حملته، وما ينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه به. ثم أوضح مقصده وباعثه على كتابة هذا التفسير بقوله: "وعملته تذكرةً لنفسي، وذخيرةً ليوم رَمْسِي، وعملاً صالحًا بعد موتي"

كتب المصنف في الموقع