الشيرازي

والملقب بـ

هو أبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، شيخ الشافعية في وقته، ولا يزال يعد من أهم شيوخهم، الإمام الفقيه، ولد بفيروزآباد في بلاد فارس سنة 393هـ الموافق 1003م.ولد في فيروزآباد بفارس وانتقل إلى شيراز تفقه على أبى عبد الله البيضاوي، وعبد الوهاب بن رامين في شيراز، وأخذ بالبصرة عن الخرزي. وقدم بغداد سنة 415هـ، فلزم أبا الطيب، وبرع، وصار معيده. وظهر نبوغه في علوم الشريعة الإسلامية، فكان مرجع الطلاب ومفتي الأمة في عصره، واشتهر بقوة الحجة في الجدل والمناظرة. وبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية على شاطئ دجلة، فكان يدرّس فيها ويديرها.رحل الناس إليه من البلاد، وقصدوه، وتفرد بالعلم الوافر مع السيرة الجميلة، والطريقة المرضية. جاءته الدنيا صاغرة، فأباها، واقتصر على خشونة العيش أيام حياته. صنف في الأصول والفروع والخلاف والمذهب، وكان زاهدا، ورعا، متواضعا، ظريفا، كريما، جوادا، طلق الوجه، دائم البشر، مليح المحاورة. حدثنا عنه جماعة كثيرة.وكان عامة المدرسين بالعراق والجبال تلامذته وأتباعه - وكفاهم بذلك فخرا - وكان ينشد الأشعار المليحة، ويوردها، ويحفظ منها الكثير. وعنه قال: العلم الذي لا ينتفع به صاحبه أن يكون الرجل عالما ولا يكون عاملا. وقال: الجاهل بالعالم يقتدي، فإذا كان العالم لا يعمل، فالجاهل ما يرجو من نفسه؟ فالله الله يا أولادي! نعوذ بالله من علم يصير حجة علينا..حدث عنه: الخطيب، وأبو الوليد الباجي، والحميدي، وإسماعيل بن السمرقندي، وأبو البدر الكرخي، والزاهد يوسف بن أيوب، وأبو نصر أحمد بن محمد الطوسي، وأبو الحسن بن عبد السلام، وأحمد بن نصر بن حمان الهمذاني خاتمة من روى عنه.قال مؤلف كتاب سير أعلام النبلاء شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد أبو إسحاق الشيرازي، الشيخ، الإمام، القدوة، المجتهد، شيخ الإسلام، أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي، الشيرازي، الشافعي، نزيل بغداد، قيل: لقبه جمال الدين، وقال أيضًا: درس بها الشيخ أبو إسحاق بعد تمنع، ولم يتناول جامكية أصلا، وكان يقتصر على عمامة صغيرة وثوب قطني، ويقنع بالوقت، وكان الفقيه رافع الحمال رفيقه في الاشتغال، فيحمل شطر نهاره بالأجرة، وينفق على نفسه وعلى أبي إسحاق، ثم إن رافعا حج وجاور، وصار فقيه الحرم في حدود 440 هـ. ومات أبو إسحاق، ولم يخلف درهما، ولا عليه درهم. وكذا فليكن الزهد، وما تزوج فيها أعلم، وبحسن نيته في العلم اشتهرت تصانيفه. وقال السمعاني هو إمام الشافعية، ومدرس النظامية، وشيخ العصر، وقال أبو بكر الشاشي أبو إسحاق حجة الله على أئمة العصر، وقال الموفق الحنفي أبو إسحاق أمير المؤمنين في الفقهاء، وقال القاضي ابن هانئ: إمامان ما اتفق لهما الحج، أبو إسحاق، وقاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني.له مجموعة من المؤلفات أشهرها: الإشارة إلى مذهب أهل الحق، والمهذب في الفقه الشافعيّ، والتنبيه في الفقه الشافعيّ، واللمع في أصول الفقه، وطبقات الفقهاء، والتبصرة في أصول الفقه، والمعونة في الجدل، وشرح اللمع في أصول الفقه، والنكت في المسائل المختلف فيها بين الشافعي وأبي حنيفة.توفي في جمادى الآخرة، سنة 476هـ الموافق 1083م في ببغداد، وأحضر إلى دار أمير المؤمنين المقتدي بالله، فصلى عليه، ودفن بمقبرة باب أبرز، وعمل العزاء بالنظامية، وصلى عليه صاحبه أبو عبد الله الطبري، ثم رتب المؤيد بن نظام الملك بعده في تدريس النظامية أبا سعد المتولي.

كتب المصنف في الموقع