ابن عابدين

والملقب بـ

هو الإمام محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي، اشتهر بابن عابدين، وهي شهرة تعود إلى جده محمد صلاح الدين الذي أطلق عليه اللقب لصلاحه. ووالده الشيخ محمد أمين من ذرية الحافظ محمد عبد الحي الداودي صاحب التآليف المشهورة. ولد ابن عابدين في دمشق بزقاق المبلط في حي القنوات عام 1198هـ، وعرف بالتدين والعفة والعلم والصلاح والتقوى فأصبح فقيه الديار الشامية وإمام الحنفية في عصره. وله العديد من الشيوخ طلب العلم عليهم منهم: الشيخ محمد السالمي العامري العقاد، حيث قرأ عليه الحديث والتفسير والمنطق، وكان الشيخ حفيظا فأشار عليه بالتفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة، فصدع للأمر وقرأ عليه كتب الفقه والأصول في هذا المذهب، ونبغ في علوم شتى حتى أصبح علامة زمانه، ثم رحل إلى مصر وأخذ عن الشيخ أمير المصري، وكما أجازه محدث الديار الشامية الشيخ محمد الكزبري، وما زال الشيخ ابن عابدين مجدا في نشر العلم بالتدريس والتصنيف حتى صار يشار إليه بالبنان، وعنه أخذ كثير من العلماء الأجلاء منهم: الشيخ عبد الغني الميداني والشيخ حسن البيطار وأحمد أفندي الإسلامبولي، وغيرهم. ومن مؤلفاته التي امتاز فيها بالبحث الدقيق والعلم الغزير، ولما فيها من ظهور لشخصيته وسلامة لغته وتنوع ثقافته، لاقت قبولا عظيما، ومما وصل إلينا منها: "رد المحتار على الدر المختار في الفقه"، وهو المعروف بحاشية ابن عابدين وهو أشهر ما صنفه، و"رفع الأنظار عما أورده الحلبي على الدر المختار"، و"العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية"، و"نسمات الأسحار على شرح المنار"، و"حاشية على المطول" في البلاغة، و"الرحيق المختوم" في الفرائض، و"حواشي على تفسير البيضاوي" التزم فيها ألا يذكر شيئا ذكره المفسرون، ومجموعة رسائل وهي 32 رسالة تشتمل على عدة فنون. وكانت وفاته بدمشق سنة 1252 هجرية، ودفن بمقبرة باب الصغير عليه رحمة الله.

كتب المصنف في الموقع