ابن خلدون

والملقب بـ

هو عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي المعروف بابن خلدون، ولد في تونس عام 1332م بالدار الكائنة بنهج تربة الباي. كانت أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، وكان أبوه معلمه الأول، وشغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ. تصل أصول ابن خلدون إلى حضرموت وكان اسمه العائلي الحضرمي. رحل ابن خلدون إلى مدينة بسكرة حيث تزوج هناك، ثم توجه عام 1356م إلى فاس حيث ضمه أبو عنان المريني إلى مجلسه العلمي واستعمله ليتولى الكتابة مؤرخا لعهده وما به من أحداث. ثم رحل عام 1363م إلى غرناطة ومن ثم إلى إشبيلية ليعود بعد ذلك لبلاد المغرب، فأقام بها أربعة أعوام وشرع في تأليف كتاب "العبر" الذي أكمل كتابته بتونس ورفع نسخة منه لسلطان تونس ملحقا إياها بطلب الرحيل إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج، ثم توجه إلى القاهرة حيث أمضى بقية حياته فيها وتولى هناك القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيها متميزا خاصة أنه خريج جامعة الزيتونة. اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والأحزان على فقد أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم، وتفرغ بعدها أربع سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية. ولقد اعتزل الناس آخر عمره ليكتب ما عرف "بمقدمة ابن خلدون" مؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في التاريخ وحياة الإنسان. ولقد اجتمعت في شخصية ابن خلدون العناصر الأساسية النظرية والعملية التي تجعل منه مؤرخا حقيقيا، رغم أنه لم يعتن في بداية حياته الثقافية عناية خاصة بمادة التاريخ لأنه لم يراقب الأحداث والوقائع عن بعد كبقية المؤرخين بل ساهم إلى حد بعيد ومن موقع المسؤولية في صنع تلك الأحداث والوقائع خلال مدة طويلة من حياته العملية تجاوزت 50 عاما. وقد ترك ابن خلدون العديد من المؤلفات، منها: مقدمة "ابن خلدون"، و"تاريخ ابن خلدون" واسمه "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، و"الباب المحصل في أصول الدين"، و"شفاء السائل وتهذيب المسائل". وكان ابن خلدون دبلوماسيا حكيما لذا تولى أكثر من وظيفة من الوظائف الدبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول. فكان وزيرا لدى أبي عبد الله الحفصي سلطان بجاية، وكان مقربا من السلطان أبي عنان المريني. وتوفي ابن خلدون في القاهرة سنة 1406م، ودفن في مقابر الصوفية في باب النصر شمال القاهرة.

كتب المصنف في الموقع