الداعية الشيخ السوري المشهور، ولد في مدينة حماة بسورية في 28 جمادى الآخر سنة 1354هـ الموافق 27 سبتمبر 1935م، ونشأ في حماة لعائلة معروفة، وكان لوالده مشاركات واسعة في مواجهة الاحتلال الفرنسي لسوريا، وكان من صغره مولعاً بالمطالعة والقراءة، وحفظ القرآن. التحق سعيد حوى بجامعة دمشق سنة 1376هـ الموافق 1956م، ودخل كلية الشريعة بها، وتتلمذ على عدد من أهم أستاذة الشريعة وفي مقدمتهم الدكتور مصطفى السباعي أول مراقب لجماعة الإخوان بسورية، والفقيه مصطفى الزرقا، وفوزي فيض الله، ومعروف الدواليبي. كما درس على يد عدد كبير من الأساتذة، منهم الشيخ محمد الحامد، والشيخ محمد الهاشمي، والشيخ عبد الوهاب دبس، والشيخ عبد الكريم الرفاعي. تخرج سعيد حوى من الجامعة سنة 1381 هـ الموافق 1961م، سافر إلى المملكة العربية السعودية سنة 1386هـ الموافق 1966م وعمل مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية، ومكث هناك أربع سنوات عاد بعدها إلى سورية، حيث اشتغل بالتدريس في مدارسها لمدة ثلاث سنوات حتى تعرض للاعتقال والسجن لمدة خمس سنوات وذلك بسبب مشاركته في البيان الذي صدر في سنة 1393هـ الموافق 1973م مطالبًا بإسلاميّة سورية ودستورها. استغل سعيد حوى هذه الفترة التي قضاها في السجن، فألف عددًا من الكتب، أهمها "الأساس في التفسير" الذي طبع في أحد عشر مجلدًا، وقد كان كثير الحركة والتنقل في البلاد العربية والإسلامية والأوروبية حيث حاضر وخطب في سوريا والسعودية والكويت والإمارات والعراق والأردن ومصر وقطر والباكستان وأمريكا وألمانيا، بالإضافة إلى طول باعه في التأليف، وحيويته المتدفقة، وكان يميل في عرض موضوعاته وأفكاره إلى السهولة والسلاسة بلا تزيُّد أو تعقيد أو ميل إلى تنميق العبارة، فهو يكتب كما يحاضر ويتكلم، وبلغ من حرصه على ذلك أنه لم يكن يهتم أحيانًا بصياغة الموضوع بأسلوبه إذا وجد من سبقه إلى بيانه، ولا يتردد في أن يقتبس ممن سبقه مبينا سبقه وفضله. توفي بعد معاناة وصراع مع المرض في 1 من شعبان 1409هـ الموافق 9 من مارس 1989م، رثاه زهير الشاويش بقوله: "إن سعيد حوى كان من أنجح الدعاة الذين عرفتهم أو قرأت عنهم، حيث استطاع إيصال ما عنده من رأي ومعرفة إلى العدد الكبير من الناس، وقد مات وعمره لم يتجاوز الثالثة والخمسين، وهو عمر قصير، وترك من المؤلفات العدد الكبير، مما يلحقه بالمكثرين من المؤلفين في عصرنا الحاضر".