البرهان في علوم القرآن
الزركشي
البرهان في علوم القرآن
نبذة عن الكتاب

كتاب البرهان في علوم القرآن هو كتاب ألفه الإمام الزركشي، أبو عبد الله، بدر الدين، محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي المصري، وهو عالم فقيه أصولي محدث مفسر الشافعي المذهب التركي الأصل. جمع فيه المؤلف علوم القرآن التي كانت مفرقة في مصنفات مستقلة كأسباب النزول ومعرفة المناسبات بين الآيات وعلم القراءات وإعجاز القرآن والناسخ والمنسوخ وإعراب القرآن والوجوه والنظائر وعلم المتشابه وعلم المبهمات وأسرار فواتح السور وخواتمها ومعرفة المكي والمدني. كما حاول المصنف في هذا الكتاب أن يستوفي كل علم بمفرده باختصار فكان يؤرخ له ويحصي الكتب التي ألفت فيه ويشير إلى العلماء الذين تدارسوه ثم يذكر مسائله ويبين أقوال العلماء فيه وينقل آراء علماء التفسير والمحدثين والفقهاء والأصوليين وعلماء العربية وأصحاب الجدل. وقسم كتابه إلى سبعة وأربعين نوعا؛ ويذكر في النوع الواحد فصولا وفوائد وتنبيهات، فجاء الكتاب من أجمع الكتب التي صنفت في علوم القرآن وأكثرها فائدة، واعتمد عليه كل من جاء بعده، وخاصة السيوطي، وكان أسلوب الكتاب سهلا واضحا أدبيا ويكثر فيه الاستشهاد بالآيات الكريمة وأبيات الشعر وينسب الأقوال إلى أصحابها. والنوع الأول من أقسام هذا الكتاب هو معرفة أسباب النزول ثم النوع الثاني وهو معرفة المناسبات بين الآيات ثم معرفة الفواصل ورؤوس الآي ثم في جمع الوجوه والنظائر ثم علم المتشابه ثم علم المبهمات ثم في أسرار الفواتح والسور ثم في خواتم السور ثم معرفة المكي والمدني ثم معرفة أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل ثم معرفة على كم لغة نزل ثم في كيفية إنزاله ثم في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة رضي الله عنهم ثم معرفة تقسيمه بحسب سوره وترتيب السور والآيات وعددها ثم معرفة أسمائه واشتقاقاتها ثم معرفة ما وقع فيه من غير لغة أهل الحجاز من قبائل العرب ثم معرفة ما فيه من غير لغة العرب ثم معرفة غريبه ثم معرفة التصريف ثم معرفة الأحكام من جهة إفرادها وتركيبها ثم معرفة كون اللفظ والتركيب أحسن وأفصح ثم معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص أو تغيير حركة أو إثبات لفظ بدل آخر ثم معرفة توجيه القراءات وتبيين وجه ما ذهب إليه كل قارئ ثم معرفة الوقف والابتداء ثم علم مرسوم الخط ثم معرفة فضائله ثم معرفة خواصه ثم هل في القرآن شيء أفضل من شيء ثم في آداب تلاوتها وكيفيتها ثم في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن ثم معرفة الأمثال الكائنة فيه ثم معرفة أحكامه ثم في معرفة جدله ثم معرفة ناسخه من منسوخه ثم معرفة موهم المختلف ثم معرفة المحكم من المتشابه ثم في حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات ثم معرفة إعجازه ثم معرفة وجوب تواتره ثم في بيان معاضدة السنة للقرآن ثم معرفة تفسيره وتأويله ثم في وجوه المخاطبات والخطاب في القرآن ثم في بيان حقيقته ومجازه ثم في الكنايات والتعريض في القرآن ثم في أقسام معنى الكلام ثم في أساليب القرآن وفنونه البليغة وأخيرا نوع في الكلام على المفردات والأدوات. ولم يكن لهذا الكتاب في بداية نشره سيط ذائع، ولم يكتب له الانتشار إلا في أوساط محبي النوادر وقلة من الشغوفين، شأنه شأن الكثير من أعمال الزركشي على جلالة موضوعها وعظيم قدرها، حتى جاء جلال الدين السيوطي ووضع كتابه الاتقان، فدل الناس في مقدمته عليه، وأشاد به وعده أصلا من الأصول التي بنى كتابه عليها، ونقل الكثير من فصوله، وتأسى طريقته، واختصره اختصارا، وبهذا ظفر كتاب الإتقان بمنزلة مرموقة عند العلماء، وأصبح مرجعا للباحثين حقبة من الزمان، وظل كتاب البرهان متواريا عن العيان وأعان على ذلك قلة نسخه المخطوطة، وتعذر الانتفاع بها، حتى حقق وانتشر وذاع صيته.