هذا الكتاب هو من أهم مصنفات الحافظ قوَّام السنة، أبو محمد، إسماعيل بن محمد التميمي الأصفهاني، والباعث على تصنيفه ما ذكره المؤلف حيث قال: "وحين رأيت قوام الإسلام بالتمسك بالسنة، ورأيت البدعة قد كثرت، والوقيعة في أهل السنة قد فشت، ورأيت اتباع السنة عند قوم نقيضة، والخوض في الكلام درجة رفيعة، رأيت أن أملي كتابا في السنة يعتمد عليه من قصد الاتباع، وجانب الابتداع، وأبين فيه اعتقاد أئمة السلف وأهل السنة في الأمصار، والراسخين في العلم في الأقطار؛ ليلزم المرء اتباع الأئمة الماضين، ويجانب طريقة المبتدعين، ويكون من صالحي الخلف لصالحي السلف، وسميته كتاب الحجة في بيان المحجة وشرح التوحيد ومذهب أهل السنة". وموضوع الكتاب الرئيس - كما هو مرقوم على جلادته - توحيد الله سبحانه وتعالى. وقد استوفى المؤلف جميع مسائل التوحيد، ومعظم شعب الإيمان ومسائله، وقسمه إلى 14 بابا، اشتملت على 280 فصلا، ووهذه الأبواب هي: باب في التوحيد، باب قال علماء السلف جاءت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم متواترة في صفات الله، باب ذكر إثبات وجه الله عز وجل الذي وصفه بالجلال والإكرام، باب الدليل من الكتاب والأثر على أن الله تعالى لم يزل متكلماً آمراً ناهياً بما شاء لمن شاء من خلقه موصوفاً بذلك، باب ما ورد في كتاب الله عز وجل من بيان أن القرآن كلام الله غير مخلوق، باب مسائل الإيمان، باب في الرد على الجهمية والمعتزلة، كتاب القدر، باب في ذكر الوعد والوعيد، باب في بيان استواء الله عز وجل على العرش، باب في كلام الربا عز وجل، باب فضائل الصحابة، باب في التمسك بالسنة، باب في اجتناب البدع والأهواء. وقد انتهج الحافظ قوَّام السنة في تأليفه هذا الكتاب منهج المحدثين في سوق الأسانيد إلى كل متن في كثير من الأحيان، لإثبات أصل من الأصول العقيدة، أو الرد على شبهة من شبهات أهل البدع، ويكون هذا تحت تراجم دالة على المعنى المراد من إيراد ذلك النص. وأصل مادة الكتاب الآثار من الكتاب والسنة، وهو يورد أقوال السلف مسندة أو مجردة، وفي بعض الأحيان يذكر عقيدة أحد العلماء بكاملها، كعقيدة أبي المظفر السمعاني. ويذكر في بعض المباحث أقوال المخالفين من المعتزلة والأشعرية ويرد عليها بأدلة متعددة من المنقول والمعقول. واعتنى ببيان معاني العربية وتصاريفها حال الحاجة إلى ذلك، خاصة في أسماء الله الحسنى.ويتميز المصنف باشتماله على الموضوعات العقدية مستوفاة إلى حد بعيد، وكون المصنف جاء متأخرا عن بعض من سبقه فصار جامعا، وكذلك حسن التصنيف والتبويب، ومناقشته المخالفين والرد عليهم، إلى ثناء العلماء على الإمام وعلمه وورعه وإخلاصه.