الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين
علي بن بخيت الزهراني
الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين
نبذة عن الكتاب

أصل الكتاب رسالة تقدم بها المؤلف لنيل درجة الماجستير من جامعة أم القرى. وقد أشرف عليها المفكر الإسلامي المعروف محمد قطب. أهمية الكتاب تنبع من فكرته القائمة على بيان خطورة البدع والجهل على مسار الأمة ونهضتها، وأن الواقع السيء للأمة اليوم هو نتيجة طبيعية للأحوال العقدية المنحرفة في القرنين الماضيين، وبيان أن العقيدة السليمة والعلم الصحيح هما الكفيلان بالعزة والرفعة والسعادة. فالكتاب يجمع بين الرؤية العقدية والنظرة التاريخية والروح الاجتماعية. وهو اليوم حاجة ماسة لفهم أمراض وعلل مجتمعاتنا ومعرفة طريق الخروج منها. كما أن الكتاب يكشف عن معنى مقولة السلف "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، من خلال بيان الآثار الإيجابية للعقيدة الإسلامية الصحيحة ومنهج الفهم السليم للكتاب والسنة على الأمة، وهو الخلل الحاصل اليوم عند فئات من حملة العقيدة لكنها لم تدرك بعد مقتضيات العقيدة من الإتقان والجد والمسؤولية والوعي والإيجابية والطموح. وقد حافظ المؤلف في أسلوبه على الدقة التاريخية والنهج العقدي السليم. ثم إنه اتبع منهجا موضوعيا يتميز بمناقشة آفة الإرجاء، بعيدا عن التهويل وتمجيد التاريخ وتضخيم قوى المسلمين. وقد افتتح المؤلف كتابه بتمهيد حوى نبذة سريعة عن حال صدر الإسلام وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف انتشلهم الإسلام من الجاهلية والتخلف ليصلوا إلى القمة في سنوات معدودة. تناول المؤلف في الباب الأول الأحوال العقدية والعلمية في القرنين الماضيين، وقسّمه لتسعة فصول ناقش فيها: تقزم مفهوم العبادة، انتشار الفكر الإرجائي، ضعف عقيدة الولاء والبراء، غربة العقيدة الصحيحة، هيمنة الفلسفة وعلم الكلام على كتب العقيدة، انتشار الشركيات والبدع والخرافات، الطرق الصوفية، نشاط الفرق الضالة، موقف العلماء. وتطلب هذا من الباحث استعراض الكثير من كتب التاريخ والرحلات لرصد صورة الواقع القائم آنذاك وتأثير كل هذه العوامل فيه وماذا أفرزت. أما الباب الثاني فكان موضوعه الانحرافات العلمية في القرنين الماضيين، والتي تمظهرت بثلاثة أشكال هي: جمود المناهج العلمية الشرعية وعدم تطورها مع تطور حركة المجتمع من جهة، وإبعاد العلوم الدنيوية من مناهج طلاب الشريعة، فخرج جيل مشوه لا يفهم عصره ولا يتواصل معه، مما ترتب عليه الاستغناء عن طلاب العلوم الشرعية. والمظهر الثاني: شيوع التعصب المذهبي مما ولد الانقسامات والخلافات وإشغال الأمة بصراعات داخلية عن الأخطار الخارجية. أما المظهر الثالث فهو الإصرار على غلق باب الاجتهاد وعدم فتحه، مما وفر المبرر للناس أن يجتهدوا من خارج نطاق الشريعة، فتسللت المذاهب والتيارات العلمانية الوافدة. وخصص المؤلف الباب الثالث لبيان الآثار المترتبة على هذه الانحرافات العقدية والعلمية، وهي آثار داخلية تشمل: الضعف السياسي والعسكري، والضعف الاقتصادي، والضعف العلمي التقني، والضعف الاجتماعي والأخلاقي. وآثار خارجية تمثلت في اجتياح الاستعمار لبلاد المسلمين، ورافقه غزو فكري نشر الشيوعية والعلمانية، وحملات تبشير وتنصير. وختم المؤلف كتابه بالباب الرابع عن الصحوة الإسلامية وآفاق المستقبل.