الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع
الخطيب الشربيني
الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع
نبذة عن الكتاب

يصنف هذا الكتاب ضمن فروع الفقه على المذهب الشافعي. وهو في حقيقته شرح لمتن "الغاية والتقريب" أو كما يُطلق عليه "غاية الاختصار في الفقه على المذهب الشافعي" للقاضي أبي شجاع (ت٥٠٠ه). وتأتي أهمية الكتاب أولا من أهمية المتن الذي يشرحه؛ فمتن أبي شجاع من أشهر المتون المختصرة في الفقه الشافعي إذ هو قليل الكلمات، خالٍ من أدلة الكتاب والسنة والأقوال المأثورة، وموجه لطالب العلم المبتدئ، وقد تلقته الأمة بالقبول، يقول عنه الخطيب الشربيني: "كان من أبدع مختصر في الفقه صُنِّف، وأجمع موضوع له فيه على مقدار حجمه أُلِّف". ثم إن مؤلف "الإقناع" يعد من متأخري فقهاء الشافعية فحاز علما غزيرا شرح به هذا المتن الجليل، إلى جانب كونه نحويا متكلما فجاء شرحه مطولا مع سرد أقوال وفيرة فيما اختاره أبو شجاع من آراء وترجيحات في المذهب. ويهدف الكتاب إلى شرح متن أبي شجاع بطريقة ميسَّرة مع تنبيهات وفوائد علمية ولغوية وأدبية تعود إلى ملَكة المصنف الفقهية، وذلك في مناقشته لمسائل معاصرة أو من الممكن أن تُخَرَّج عليها. يقول المصنف عما دعاه إلى كتابة هذا الشرح: "التمس مني بعض الأعِزَّة عليَّ المترددين إليَّ أن أضع عليه -أي على متن أبي شجاع- شرحا يوضح ما أشكل منه، ويفتح ما أُغلق منه". وقد جاء أسلوب الشرح أقرب إلى الطول؛ إذ يبين مرجع الضمير في المتن، ويذكر معتمد المسألة من كتاب أو سنة معزوة إلى مخرجها غالبا. يقول المصنف في أسلوب كتابه بعد حديثه في المقدمة عن السبب من تصنيف كتابه: "ضامًّا إلى ذلك من الفوائد المستجدات والقواعد المحررات التي وضعتها في شروحي على التنبيه والمنهاج والبهجة". وهو بذلك يسلك منهجا تحليليا لألفاظ المتن إذ يحلل الألفاظ ضبطا وشرحا، كما يقف على كل لفظة لتوضيحها وحل مغاليقها. ولقد شرح الخطيب الشربيني أبواب المتن ملتزما بترتيبه؛ ومن ثم جاء محتواه المقسم على جزأين على النحو التالي: الجزء الأول اشتمل على كتب الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج. أما الجزء الثاني فقد اشتمل على بقية كتب المتن، وهي: كتب البيوع وغيرها من المعاملات، الفرائض والوصايا، النكاح وما يتعلق به من الأحكام والقضايا، الجنايات، الحدود، الجهاد، الصيد والذبائح، السبق والرمي، الأيمان والنذور، الأقضية والشهادات، العتق.