اللمع في أصول الفقه
أبو إسحاق الشيرازي
اللمع في أصول الفقه
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم هو اللمع في أصول الفقه من تأليف الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي شيخ الشافعية في زمانه، وبنى له نظام الملك المدرسة النظامية ببغداد فدرّس بها، وكان مضرب المثل في الزهد والقناعة. وقد قام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي بنثر حواشيه، والشيخ عبد الله محمد الصديق الغماري بتخريج أحاديثه. ويعد الكتاب من أهم المختصرات المؤلفة في هذا العلم، قام المؤلف بتصنيفه بناء على طلب بعض إخوانه أن يصنف لهم مختصرا في المذهب الشافعي في أصول الفقه، ليكون ذلك مضافا إلى ما عمل عليه المؤلف من التبصرة في الخلاف، فوضع الكتاب إيجابا لمسألتهم وقضاء لحقهم، كما أشار في كتابه إلى ذكر الخلاف وما لا بد منه من الدليل. وقد بدأ في مقدمة ببيان السبب الذي دفعه في تأليف هذا الكتاب؛ ثم شرع في بيان العلم والظن وما يتصل بهما، لأن بهما يدرك جميع ما يتعلق بالفقه؛ ثم ذكر النظر والدليل وما يتصل بهما، لأن بذلك يحصل العلم والظن؛ ثم بين الفقه وأصول الفقه؛ ثم شرع في باب أقسام الكلام؛ وباب القول في الحقيقة والمجاز؛ وباب بيان الوجوه التي تؤخذ منها الأسماء واللغات؛ ثم فصل في الكلام في الأمر والنهي؛ وفيه باب القول في بيان الأمر وصيغته؛ وباب في ما يقتضي الأمر من الإيجاب؛ وباب الكلام في أن الأمر يقتضي الفعل مرة واحدة أو التكرار، وغيرها من الأبواب التي تدور حول الأمر وأحواله؛ ثم باب القول في النهي؛ ثم فصل آخر في القول في العموم والخصوص؛ وفيه باب ذكر حقيقة العموم وبيان ألفاظه؛ وباب في إثبات صيغه العموم وبيان مقتضاه؛ وباب بيان ما يصح دعوى العموم فيه وما لا يصح؛ وباب بيان الأدلة التي يجوز التخصيص بها وما لا يجوز، وغيرها من الأبواب كالقول في مفهوم الخطاب والمطلق والمقيد وغيرها؛ ثم أفاض في فصل الملام في المجمل والمبين، وفيه أبواب عدة؛ ثم الكلام في النسخ، وفيه أيضا العديد من الأبواب؛ ثم القول في الأخبار؛ ثم القول في ترجيح أحد الخبرين على الآخر؛ ثم القول في الإجماع؛ ثم الكلام في القياس؛ ثم القول في التقليد؛ ثم القول في الاجتهاد. ومنهج المؤلف في الكتاب هو ذكر مسائل أصول الفقه على ما قرره علماء المذهب الشافعي، فيذكر الراجح عندهم إذا كان ثم خلاف بينهم، ثم يذكر الخلاف مع باقي العلماء إن وجد مع ذكر الدليل والتعليل بأخصر لفظ، لأن هذا المصنف مبني على الاختصار لا على البسط والإفاضة، كما اعتنى في كتابه بالترجيح فلا يذكر قولين فأكثر إلا بين أرجحهما عنده بالدليل سواء كان عقليا أن نقليا. ومما يميز الكتاب اختصار لفظه، وسهولة عبارته، وقوة التأليف وجودة السبك التي لما تزح عن مكانها طيلة هذه القرون لكون الكتاب من إمام بلغ الذروة في هذا الفن وما يتصل به من فنون وعلوم. بالإضافة إلى أن هذا الكتاب من آخر مؤلفاته، فنجده أودع ما استقر عليه من الآراء والاستدلالات. وأيضا يميزه الشمول لمباحث أصول الفقه جميعها. كما تتميز الطبعة التي بين أيدينا بجودة التحقيق الذي قام عليه الشيخ عبد القادر الخطيب الحسني، حيث اعتنى بالترتيب والتخريج وسائر أعمال المحقق لكي يخرج لنا الكتاب في تلك الصورة البهية. ومن أهم شروح الكتاب شرح أبي إسحاق الشيرازي نفسه، بالإضافة إلى شرح الهدباني في مجلدين.