أصل هذا الكتاب أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في الفقه وأصوله من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية. وهو يتناول وصف المذهب الشافعي والتعريف بنشأته وتطوره ومصطلحاته. وتظهر أهمية هذه الدراسة في الاعتناء بعلماء الأمة ممن حفظ الله بهم هذا الدين مع نشر آثارهم ومآثرهم. وتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الإمام الشافعي وتلمس مظاهر التميز عنده كونه الوحيد من الأئمة الأربعة الذي كتب أصوله وفقهه بنفسه. كما تهدف إلى بيان التطور التاريخي للمذهب الشافعي مع ترجمة أبرز أعلام المذهب عبر التاريخ الإسلامي، وشرح أبرز مصطلحاتهم. وكان من أهم ما دفع المصنف إلى الكتابة في هذا الموضوع إعجابه بشخصية الإمام الشافعي وفقهه منذ بدأ يدرس فقه مذهبه في مسجد الحمزة والعباس بدمشق، فرمى إلى تسهيل الاستفادة منه على طلبة العلم الشرعي والعلماء والباحثين في الفقه الإسلامي. وقد انتهجت هذه الدراسة المنهج الوصفي التاريخي من خلال عرض سيرة الإمام الشافعي مع الإفادة من مقدمات كتب المذهب. وقد اشتملت الدراسة على بابين وخاتمة؛ تناول الباب الأول الإمام الشافعي بوصفه مؤسس المذهب وذلك في فصول ثلاثة تناولت العوامل المؤثرة في تكوين شخصية الإمام ثم علومه ثم مصنفاته. ثم تناول الباب الثاني المذهب الشافعي في فصلين؛ أولهما عن تطور المذهب مع التعريف بأبرز أعلامه، وتناول الفصل الثاني جانبا كبيرا من عرض مصطلحات علماء الشافعية في كتبهم مع ترتيب مصنفاتهم الفقهية والأصولية المتداولة في زمن كتابة هذه الرسالة. وقد أنصف الباحث في عرضه للدراسات السابقة التي تناولت المذهب بالدراسة وأفاد منها ولعله كان أسرع طباعة لرسالته من غيره ممن أشار إليه بالمدح غير أن دراسته لم تكن قد طُبعت بعد؛ ومنها: "الإمام الشافعي وأثره في أصول الفقه" وهي رسالة دكتوراه لحسن محمد سليم أبو عيد، و"الإمام الشافعي وأثره في تأصيل قواعد علم الأصول" وهي رسالة ماجستير لأحمد عبطان عباس. ويتسم أسلوب الكاتب عموما بالأمانة والدقة والشمولية ويبرز ذلك في اطلاعه على قدر كبير من الدراسات المعاصرة مما له صلة بموضوع الرسالة مع الحرص على أحدث طبعات مراجع رسالته. ولكن مما قد يلاحظ أن الموضوع قد كُتبت فيه الكثير من الدراسات، فلعله ليس بموضوع جديد إلا أن الكاتب كان جيد التقسيم فيه حيث قسم مثلا حياة الإمام إلى ثماني مراحل، كما قسم تطور المذهب الشافعي إلى ستة أطوار.