هذا الكتاب مقرر جامعي وهو جهد جماعي من أساتذة قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود، يتضمن عرضا لقضايا ثقافية مهمة يحتاج لمعرفتها طلاب وطالبات الجامعات. وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أولا الثقافة الإسلامية، ويشمل مفهوم الثقافة الإسلامية، وأهميتها، ومصادرها، والتحديات التي تواجهها، وموقف المثقف المسلم من الثقافات الأخرى، وأخيرا حوار الحضارات. والقسم الثاني يتناول الخصائص العامة للإسلام، حيث ذكر فيه ست خصائص. والقسم الثالث الأخير حول العقيدة الإسلامية، ويشمل تعريف العقيدة الإسلامية، ومنهج تلقي العقيدة الإسلامية والاستدلال عليها، وأركان الإيمان، وأخيرا نواقض الإيمان.والكتاب وإن كان معدا لطلاب المرحلة الجامعية إلا أنه من حسن الجمع والترتيب ووضوح الأفكار والحقائق والقوة العلمية ما يجعله ملائما ونافعا لعموم القراء على اختلاف مستوياتهم، لا سيما غير المتخصصين. ويعرف المؤلفون الثقافة بأنها (جملة العلوم والمعارف والفنون التي يطلب العلم بها والحذق فيها)، كما يعرفون الثقافة الإسلامية بأنها (معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر، من دين، ولغة، وتاريخ، وحضارة، وقيم، وأهداف مشتركة بصورة واعية هادفة). ويبين المؤلفون التحديات التي تواجه المثقف المسلم وأهمها الغزو الفكري، ويطيلون النفس في بيان مؤامرات التغريب والاستشراق وآثارها. كما أنهم يختارون موقفا معتدلا للمسلم تجاه الثقافات الأخرى، بعيدا عن موقف الرفض الكلي أو الذوبان الكلي أو محاولات التوفيق، ويبينون كيف يكون الحوار الفعال بين الحضارات. ومن حسن صنيع الكتاب أن جعلوا نحو شطر الكتاب بيان مختصر منضبط للعقيدة الإسلامية، وفي هذا إشارة إلى أن الثقافة ليست إلا انعكاسا للهوية الدينية والتوجه العقدي للمرء. ويلاحظ على الكتاب شدة العناية بالأسلوب والرسم والتنسيق والتبويب والعزو، ووفرة المصادر والمرجع وحسن اختيارها.