المجموع
النووي
المجموع
نبذة عن الكتاب

يعد هذا السفر الكبير من أجمع الكتب في فقه الشافعية. وقد شرح فيه الإمام النووي كتاب "المهذب" لأبي إسحق الشيرازي (ت٤٧٦ه). ولكن الإمام النووي لم يتم الكتاب وإنما وصل إلى ربع الأصل تقريبا وهو باب الربا فجاءته المنية. ثم قام تقي الدين السبكي (ت٧٥٦ه) وأكمل بعضه ولكنه مات أيضا، وأتمه غيره أقساما، ولم يكمل إلا على يد الحضرمي والعراقي قديما. وتأتي أهمية المجموع أولا من أهمية أصله "المهذب" الذي هو كتاب جليل القدر في الفقه الشافعي، اعتنى بشأنه فقهاء الشافعية، وشرحه كثيرون، وعلى رأسهم هذا الشرح المسمى بـ"المجموع". ولكن النووي لم يكتف بشرح المهذب فهو يقول في مقدمته: "واعلم أن هذا الكتاب وإن سميته شرح المهذب فهو شرح للمذهب كله بل لمذاهب العلماء كلهم وللحديث وجعل من اللغة والتاريخ والأسماء، وهو أصل عظيم في معرفة صحيح الحديث وحسنه وضعيفه، وبيان علله والجمع بين الأحاديث المتعارضات، وتأويل الخفيات، واستنباط المهمات". ومن ثم فإن الكتاب جامع لأوسع من محتوى أصله من زوائد وفروع وتتمات وقواعد وضوابط في الفقه. وقد قدَّم النووي لكتابه مقدمة طويلة عن منزلة هذا الكتاب بين كتب الفقه، وما يشتمل عليه من العلوم، وطرف من أمور النبي وأحواله ونشأته وفضله. وترجم للشيخ الشيرازي صاحب "المهذب"، وبيَّن فضل العلم والعالم والمتعلم وآداب الفتوى والمفتي والمستفتي وصفة الفتوى وآدابها، وقول الصحابي وبيان الإجماع وأنواع الحديث، ثم عرَّج على بيان اصطلاحات الشافعية كالقولين والوجهين والطريقتين والجديد والقديم. وقد أوضح النووي هدفه من التصنيف في مقدمة كتابه فقال: "أذكر فيه إن شاء الله تعالى جملا من علومه الزاهرات، وأبين فيه أنواعا من فنونه المتعددات فمنها تفسير الآيات الكريمات، والأحاديث النبويات، والآثار الموقوفات، والفتاوى المقطوعات، والأشعار الاستشهاديات، والأحكام الاعتقاديات والفروعيات، والأسماء واللغات، والقيود والاحترازات، وغير ذلك من فنونه المعروفات. وأبين من الأحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها مرفوعها وموقوفها متصلها ومرسلها ومنقطعها ومعضلها وموضوعها مشهورها وغريبها وشاذها ومنكرها ومقاربها ومعللها ومدرجها وغير ذلك من أقسامها". ويوضح النووي أسلوبه في مقدمة كتابه فيقول: "وأما الأحكام فهو مقصود الكتاب فأبالغ في إيضاحها بأسهل العبارات، وأضم إلى ما في الأصل من الفروع والتتمات، والزوائد المستجدات، والقواعد المحررات، والضوابط الممهدات، ما تقر به إن شاء الله تعالى أعين أولي البصائر والعنايات، والمبرئين من أدناس الزيغ والجهالات. ثم من هذه الزيادات ما أذكره في أثناء كلام صاحب الكتاب: ومنها ما أذكره في آخر الفصول والأبواب وأبين ما ذكره المصنف وقد اتفق الأصحاب عليه وما وافقه عليه الجمهور وما انفرد به أو خالفه فيه المعظم". ويتحدث النووي عن مصادره في الكتاب قائلا: "وأحرص على تتبع كتب الأصحاب من المتقدمين والمتأخرين إلى زماني من المبسوطات والمختصرات، وكذلك نصوص الإمام الشافعي صاحب المذهب رضي الله عنه، فأنقلها من نفس كتبه المتيسرة عندي كالإمام والمختصر والبويطي وما نقله المفتون المعتمدون من الأصحاب، وكذلك أتتبع فتاوى الأصحاب ومتفرقات كلامهم في الأصول والطبقات وشروحهم للحديث وغيرها". كما أنه يعتمد في ذلك على كتاب "الإشراف" و"الإجماع" لابن المنذر (ت٣١٩ه)، ومن كتب أصحاب المذهب نفسه، ويذكر أدلة كل مذهب، ويناقش الأدلة ويرجح بينها بما يتفق غالبا مع المعتمد والراجح في المذهب الشافعي.