المطلع على أبواب المقنع
البعلي
المطلع على أبواب المقنع
نبذة عن الكتاب

تبرز قيمة هذا الكتاب في كونه العمدة في شرح ألفاظ الفقه الحنبلي؛ مثاله في ذلك مثال "المُغرب في ترتيب المُعرِب" للمطرزي في شرح ألفاظ الفقه الحنفي، و"المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" للرافعي في شرح ألفاظ الفقه الشافعي، و"شرح غريب ألفاظ المدوَّنة" للجبي في شرح ألفاظ الفقه المالكي. وقد شرح فيه مؤلفه الإمام شمس الدين البعلي ألفاظ كتاب "المقنع" في فقه الإمام أحمد للإمام العلامة موفق الدين ابن قدامة المقدسي. فقد تُذكر بعض الألفاظ الغريبة في الأصل فتشكل بعض المبتدئين فيشرحها البعلي في كتابه "المطلع". ولقد تميز أسلوب البعلي بالإنصاف من حيث محافظته على عبارة المقدسي في "المقنع" دون تغيير حتى وإن بدا له وهم أو خطأ فإنه يؤثر الحفاظ على رسمها وصورتها مع بيان رأيه في ذلك. ويتلخص منهج البعلي في كتابه بما يلي: استقراؤه للألفاظ اللغوية في مواطنها ومظانها، الاختصار مع الإفاضة في الشرح للألفاظ اللغوية. تفسيره اللغة تفسيرا فقهيا حتى إنه ليذكر أحكاما فقهية في شرحه للألفاظ. عنايته بذكر المصادر التي نقل عنها. عنايته بآراء اللغويين دون طرح آراء الفقهاء جانبا، بل إنه ليذكر الرأي أو التعريف اللغوي، ويذكر إلى جانبه الرأي أو التعريف الفقهي، فيُعرِّف الشيء لغة واصطلاحا. وقد رتب البعلي موضوعات كتابه على نفس أبواب "المقنع"، ولم يؤخر لفظة من باب إلى آخر إلا أن يكون مضافا إليها بعض الأبواب؛ كلفظة الغسل والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونحو ذلك، فتطلب في أول ذلك الباب. كما أنه أخر الكلام على الأسماء الأعلام فبدأ باسم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بالأنبياء عليهم السلام، ثم بالصحابة، ثم من بعدهم على حسب وفياتهم، ثم ختم بالمصنف رحمه الله.ويمتاز الكتاب بكثرة ما فيه من تحقيقات وفوائد عزيزة أبانت عن عمق فهم البعلي وبعد غوره وسعة اطلاعه في شؤون العربية والفقه على حد سواء، حتى إنه يمكن تصنيف مؤلفه بين المحققين بفاهيم عصرنا؛ وذلك من حيث عنايته بالنسخة الأصلية لكتاب "المقنع" واحتفائه بنسخة المؤلف التي بخط يده، مع رجوعه إلى كتب المقدسي الفقهية الأخرى كالمغني والكافي والروضة. فهو ليس كتابا في شرح الغريب فحسب بل هو تحقيق لكتاب "المقنع" وتحرير لنصه وضبط لألفاظه وتصحيح لما جاء فيه من الأوهام اليسيرة. ولقد عول البعلي في شرحه لألفاظ "المقنع" على عدد كبير من المصادر اللغوية كالمثلث لشيخه ابن مالك، والصحاح للجوهري، والمعرَّب للجواليقي وغريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام وتهذيب اللغة للأزهري، ومعالم التنزيل للبغوي، وغيرها.