اليوم الآخر - القيامة الكبرى
عمر الأشقر
اليوم الآخر - القيامة الكبرى
نبذة عن الكتاب

هو الكتاب السادس من سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة، وهي السلسلة المباركة التي صنفها المؤلف استجابة لطلب أحد تلامذته النجباء. وذكر الشيخ أنها تميزت بالحرص على إحياء العقيدة في القلوب باستقائها مباشرة من نصوص الكتاب والسنة لتربي جيلا كالرعيل الأول والذي غيّر الله به مسار التاريخ الإنساني كله. ولهذا الموضوع تحديدا - موضوع اليوم الآخر - أهمية بالغة في تقويم مسار الإنسان، والرقي بحياته في كافة المناحي إلى أعلى درجات الكمال الإنساني، ولما كان الحديث فيه غيبا لا يستطيع العقل تبيين تفاصيله بدون وحي، حرص المصنف على الاقتصار على النصوص الثابتة من السنة إضافة لآي الكتاب. ولقد اختص المصنف هذا الركن بشيء من التفصيل، آل به أن يفرد كل قسم من الأقسام الثلاثة لهذا الموضوع الجليل في كتاب مستقل؛ القيامة الصغرى، القيامة الكبرى، والجنة والنار.وهذا هو الكتاب الثاني منها "القيامة الكبرى" وقد قسَّمه المصنف إلى مقدمة وتمهيد وأربعة عشر فصلا؛ جعل كل فصل لمرحلة من مراحل يوم القيامة بحسب تسلسل الأحداث الزمني.أما المقدمة، فقد استعرض فيها مجملا موضوعات الكتاب. والتمهيد جعله كالفاتحة للتعريف المختصر بالموضوع.وأما الفصل الأول "أسماء يوم القيامة"، ذكر فيه نحو عشرين اسما من الأسماء الواردة في القرآن عن يوم القيامة وسبب هذه التسمية، ثم ذكر الحكمة من تعدد أسمائها.وفي الفصل الثاني "إفناء الأحياء"، تحدث فيه عن كل ما يتعلق بالنفخ في الصور؛ ما هو ومن النافه وكم مرة ينفخ فيه، ومن لا يصعق بالنفخ فيه.وفي الفصل الثالث "البعث والنشور"، تناول معناه وكيفيته وأول من تنشق عنه الأرض، ثم ذكر كيف تحشر الخلائق حميعا وما صفتهم يومئذ تبعا لأعمالهم، ثم ما يكسى به الصالحون وكذا الكفار يومها. وفي الفصل الرابع "أرض المحشر"، تحدث فيه عن صفتها والوقت الذي تبدل فيه الأرض والسماوات.والفصل الخامس أفرده للرد على المكذبين بالبعث أو من يصورونه بغير الوصف الشرعي، وأجمل أصنافهم المتعددة في ثلاثة أصناف، وبين كيفية محاجتهم وتبيين الحق لهم، ثم أتبع ذلك بالأدلة النقلية والعقلية الدالة على وقوعه حتما.أما الفصل السادس أورد اتفاق جميع الأنبياء على إنذار قومهم يوم القيامة، وأتي من نصوص الكتب السابقة بما يدلل على ذلك.وفي الفصل السابع "أهوال يوم القيامة"، ذكر شدته وخطره، ثم عدَّد بعضا مما يحدث في هذا اليوم من دمار وأهوال، ثم ختم بوصف القرطبي والمحاسبي لتلك الأهوال لما في وصفهم من قوة الموعظة ودقة الوصف، حتى يدكر الإنسان ويتعظ.والفصل الثامن "أحوال الناس يوم القيامة"، ذكر فيه أحوال الكفار وهوانهم، ثم العصاة وأصنافهم، وختم بالمتقين وكراماتهم وأعمالهم.أما الفصل التاسع "الشفاعة"، فتناول فيه الأحاديث الواردة فيها ووجه الدلالة فيها، وختم بأنواع الشافاعات والمقبول منها والمرفوض.وفي الفصل العاشر "الحساب والجزاء"، فصّل فيه فذكر صفته وكيفيته وأنواعه، وكذا القواعد الحاكمة له، وختم بتصوير القرطبي لهذا المشهد الجليل.وفي الفصل الحادي عشر "اقتصاص المظالم بين الخلق"، تحدث عن كيفية القصاص وعلام يكون، وأخطرها الدماء وهي أول ما يقتص منه، وكيف أن القسط في هذا اليوم يقضي بأن البهائم يقتص بعضها من بعض.وفي الفصل الثاني عشر تكلم عن الميزان، صفته وكيفية وزن الأعمال، وما يثقله منها.وفي الفصل الثالث عشر تحدث عن الحوض ومن يرد عليه ومن يزاد عنه.أما الفصل الرابع عشر والأخير "الحشر إلى دار القرار"، وهي المرحلة الأخيرة من هذه الأهوال، وكيف أن المسلمين يجتازوا الصراط ويقع منهم من يقع من منافقين وعصاة، بينما الكافرون يتبعوا آلهتم التي كانوا يعبدونها في الدنيا حتى يهووا جميعا في نار جهنم خالدين فيها أبدا، وختم هذا الفصل كعادته بالعظة التي ينبغي للمسلم أن يظفر بها من هول هذا الموقف وشدته.والكتاب يعد من أجمع الكتب التي تحدثت عن هذا الموضوع بشكل وافٍ، ويمتاز بالسهولة واليسر وكذا حسن التقسيم والترتيب. ويمتاز المؤلف باقتفائه منهج أهل السنة والإكثار من الأدلة. ويقتصر المصنف في التخريج على العزو المختصر إلى كتب السنة مع إيراد تصحيح الأئمة وتضعيفهم للحديث، وقد أكثر من الاستدلال من الصحيحين أو أحدهما. وفي الهوامش يذكر تعقيبات هامة ومفيدة، وإسقاطات هامة متعلقة بالموضوع الذي يتناوله. والكتاب مناسب للمبتدئين، وقد امتزجت فيه المباحث العلمية بالموعظة والتذكرة والوصف الدقيق الذي يحي هذه المعاني في القلوب كي تهب مستنفرة للعمل ليوم الوعيد، والادكار قبل أن لا ينفع مال ولا بنون ولا أهلون، مستحضرا هذه المشاهد والأهوال في كل ما يأتي ويذر، حتى تكون خير رقيب له، يحجزه عن الظلم، ويدفعه لنصرة الحق والكون من أهله، والصدع بكلمة الحق لا يخاف لومة لائم. وهو ما يميز هذا الكتاب - كما السلسلة بجملتها – من دمج الأمور العلمية الاعتقادية بما تستلزمه من العمل، حتى لا تتحول في حس المسلم لمعلومات فاترة يحفظها عن ظهر قلب ولا تغير شيئا في حياته الواقعية، أو أن يعد الكلام في مثل هذه المواعظ البليغة نوعا من الرقائق لها مرتبة أدنى في الدين من علم العقيدة وإنما هو مرتبط بها ومستلزم لها لا ينفك عنها. وهذا هو أسلوب القرآن في تناول قضايا الاعتقاد.