الشرح الصغير للخرشي على مختصر خليل
محمد الخرشي
الشرح الصغير للخرشي على مختصر خليل
نبذة عن الكتاب

يعد هذا الكتاب من أوعب مختصرات السادة المالكية وأكثرها استيفاء لمسائل الفقه المالكي. وهو أحد هذه الشروح على مختصر خليل، وهو معروف باسم "الشرح الصغير للخرشي على مختصر خليل". وقد أفصح الخرشي عن سبب عنايته بشرحه للمختصر حين قال: "طلـب مني جماعـة من الإخـوان، وجملـة من الخلان شرحا آخر -يقصد غير الكبير له أيضا- لا يكون قاصرا عن إفادة القاصرين، خاليا عن الإطناب وعما يصعب فهمه من الإيجاز على المبتدئين، ليعُمَّ نفعه العباد، ويتعاطاه الحضري والباد". ومن ثم كان الشارح يهدف إلى توضيح مسائل المختصر وتضمينه فوائد وتقييدات أخرى. وتأتي أهمية الكتاب أولا من أهمية أصله الذي يعد من أمهات كتب المذهب لشهرته حتى صار المعتمد فيه في القرون المتأخرة. ثم إن العلماء قديما وحديثا قد اجتمعوا على درس الشرح الصغير وتدريسه وشرحه وحل ألفاظه الجامعة. قال عنه صاحب شجرة النور الزكية: "له شرح كبير على المختصر وصغير لقي فيه القبول"، وقال الحجوي في الفكر السامي: "له شرحان على المختصر طبع أصغرهما بفاس وبمصر، واعتنى المغاربة والمشارقة بالتحشية عليه». ومن المُحَشِّين على شرح الخرشي: الحسن بن رحال المعداني (ت١١٤٠هـ)، وعلي بن أحمد الصعيدي العدوي (ت١١٨٩هـ)، والعربي بن أحمد بن الشيخ التاودي أبو حامد (ت١٢٢٩هـ) وأحمد بن أحمد بن محمد بن حسن الشرفي (ت١٢٢٩هـ) ومحمد بن محمد بن منصور الشفشاوني أبوعبد الله (ت١٢٣٢هـ)، ومولاي سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي الحسني أبو الربيع (ت١٢٣٨هـ) وآخرون. ثم إن الشارح نفسه من العلماء الذين اتفق الناس على فضلهم، وهو ممن حاز قصب السبق في تولي مشيخة الأزهر في القرن الحادي عشر الهجري. وقد جرى أسلوبه في الشرح على عادة كثير ممن سبقه من الشراح، فهو يأتي بطرف من كلام الأصل الذي يرمز له بـ(ص) وللشرح بـ(ش)، ثم يشرع في ذكر ما تحتاج إليه كل مسألة من شرح وتقييد، مع بيان الوجوه البلاغية والإعرابية التي تفسر منطوقها، وإيراد أقوال علماء المذهب وآراء أصحاب المذاهب الأخرى ومن ألَّف في المسألة من العلماء. كل ذلك مبني على البحث والنظر والمقارنة والترجيح والتعليل والتأصيل، مما أضاف إلى شرحه فوائد يسهل فهمها على المبتدئين، وغلبت عليه سمة البيان والوضوح. وقد اعتمد الخرشي على الكثير من المصادر من شروح المختصر؛ منها شروح ابن عرفة (ت٨٠٣هـ)، وبهرام (ت٨٠٥هـ)، والأقفهسي (ت٨٢٣هـ)، ومحمد بن أحمد بن مرزوق الحفيد (ت٨٤٢هـ) وغيرهم. وتميز أسلوبه بخلوه من الإطناب والبعد عن الإيجاز، فكان وسطا بين هذا وذاك.