التحرير والتنوير من التفسير
الطاهر بن عاشور
التحرير والتنوير من التفسير
نبذة عن الكتاب

يتكون هذا السفر الكبير من ثلاثين جزءا، كل منها يفسر جزءا من كتاب الله على سبيل الاستيعاب لكل الآيات. بل لم يغادر سورة إلا وبين أغراضها وما تشتمل عليها من فوائد مع ربطها بحياة المسلمين ليكون هذا سببا في نهوض الأمة. وقد أمضى المصنف في تفسيره قرابة الأربعين عاماً، وسماه قبل اختصاره "تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد". وكان غرض المؤلف من تفسيره تهذيب كلام السابقين من المفسرين لا هدمه، لذا اختصر كلامهم دون العزو إليهم، مع إضافة ما يجده جديدا من المسائل العلمية إضافة إلى العناية بدقائق البلاغة التي لا تكاد تخلو منها آية، وبيان وجوه الإعجاز. لذا يكثر في تفسيره من التحليلات اللغوية والبلاغية بأسلوب واسع، مع الاهتمام بتبيين معاني المفردات في اللغة العربية بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميس اللغة. وقد بدأ المصنف تفسيره بمقدمات عشر عن الفرق بين التفسير والتأويل واستمداد علم التفسير التي يجعلها في اللغة والذوق وعلم الأصول ثم الكلام عن صحة التفسير بغير المأثور (!) ومعنى التفسير بالرأي والقراءات وأسباب النزول. ومن ثم نجد أن تلك النظرة التجديدية للمصنف لم تكن دائما موافقة للصواب؛ فهو أشعري جلد وقد صرح بذلك في بعض الصفات فقد أوّل الصفات وحمل الآيات على المجاز. وذكر حقيقة الإيمان وأنه لا يزيد ولا ينقص. ينظر إلى التأويل بأنه سيف مسلول على الملاحدة وإذا ذكر عقيدة السلف يذكرها بخلط وضعف وأنها عقيدة المساكين السذج. كما أنه عقلي يقدم الرأي، كما أكثر من النقل من التوراة والإنجيل وربما رجح ما فيها، ويذكر قصصا غريبة وتواريخ قديمة وكأنها مسلمة. وحيث إن الكتاب تمثل البلاغة فيه جزءا كبير قد يصعب على المبتدئين، فقد قام الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد بتصنيف مدخل له سماه (التقريب لتفسير التحرير والتنوير) نشرته دار ابن خزيمة. ولعل من الإنصاف أنه بخلاف مسائل الصفات والإيمان التي تأثر فيها المصنف بكلام الأشاعرة فقد جاء تفسيره في أبواب أخرى للاعتقاد موافقا للسلف كأركان الإيمان والقول في القدر ومسألة الشفاعة. كما أنه كثيرا ما كان يرد على المعتزلة والخوارج والفلاسفة والمتصوفة.