التاريخ الإسلامي - العهد الأموي
محمود شاكر
التاريخ الإسلامي - العهد الأموي
نبذة عن الكتاب

الجزء الرابع من الموسوعة التاريخية الفريدة، الذي يتناول تلك الحقبة التي تلت صدر الإسلام، يؤرخ العلامة المؤرخ محمود شاكر - السوري - للعهد الأموي (41هـ-132هـ) وقد طاله الكثير من التشويه، وغدا كأنه قد حدث انفصال مباشر بين العهد الراشد والعهد الأموي، حتى أصبح الكثير من الناس يظنون أن الإسلام لم يمكن له إلا فى العهد النبوي والراشدي، وإذا وصل الأمر إلى هذه النقطة زيد فيه وقيل إن الحكم الإسلامى لم يقم إلا فى عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر، وبذا فإن ذلك الحكم يؤقت بأقل من ربع قرن، وقد تمكن أنصاره من ذلك بسبب الوضع البدوي السائد والحياة الاجتماعية البسيطة القائمة، أما عندما وصلت الحضارة إلى المدينة المنورة بعد الفتوحات التي حدثت، والاحتكاك بالحضارة الفارسية والرومانية، فلم يعد الإسلام - هكذا يزعمون - يثبت أمام تلك الحضارات، وقامت الخلافات بين صحابة رسول الله، وهكذا يتم تشويه تاريخ بني أمية سواء بقصد ذاتهم أو طعنا في الحكم الإسلامي الأصيل. وهكذا يقدم محمود شاكر لكتابه ولتلك الصفحة المشرقة من تاريخ الإسلام، حيث يضع مقدمة طويلة تقرب من خمسين صفحة تتناول بالأساس التشويه الذي أصاب تاريخ بني أمية والاتهامات والافتراءات التي وجهت لهم ولملوكهم، ثم المناقب التي تحسب لهم ولم يلتفت إليها من هاجمهم، وأولها مناقب معاوية بن أبي سفيان الصحابي الجليل، ثم مروان بن الحكم من الطبقة الأولى من التابعين، ثم عبد الملك بن مروان وهو معدود في فقهاء المدينة، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز وهو من هو، كما ذكر تقديمهم أهل العلم والفضل في الولايات وقيادة الجيوش والقضاء، والفتوحات الواسعة التي تمت على أيديهم، وإحياءهم الأرض وفتح الأقنية وشق الأنهار، إلى دخولهم في حديث "خير القرون".ثم شرع في ذكر تاريخ بني أمية بذكر خلفائهم: اثنين من الأسرة السفيانية وعشرة من الأسرة المروانية، مع اعتبار فترة حكم عبد الله بن الزبير (64هـ-73هـ) خلافة شرعية له، وحكم الأمويين حينئذ استئثارا وغصبا.ثم يعقد لكل خليفة فصلا، يذكر فيه نسبه، وإخوته، ونساءه وأولاده، وحياته، وخلافته، والولايات في عهده، والفتوحات في عهده، والفرق (الخوارج)، ثم انتهاء خلافته.والكاتب يذكر عموما مناقب بني أمية، كما يذكر المآخذ أحيانا التي أخذت عليهم ذكرا مختصرا، وهو يتسم عموما بالإنصاف.والكتاب يتسم بالأسلوب الأدبي الرصين والروح الإسلامية الصافية، ويرسم صورة حية للأمة المسلمة لكي يحتذيها المسلمون جيلا فجيل، بعيدا عن الاستغراق في تفاصيل الأحداث والوقائع، ويزيف أباطيل أعداء الإسلام وخرافاتهم التي نسجوها حول تاريخ المسلمين الناصع. والكتاب كسائر الأجزاء يعوزه التحقيق العلمي والعزو.