التاريخ الإسلامي - العهد العثماني
محمود شاكر
التاريخ الإسلامي - العهد العثماني
نبذة عن الكتاب

في الجزء الثامن من موسوعته المباركة "التاريخ الإسلامي" يتناول المؤرخ الشامي العظيم محمود شاكر العهد العثماني، وهو يمثل المرحلة التاريخية (923-1337 هـ) من التاريخ الإسلامي، وإن لم يكن الحكم العثماني قد شمل الأمصار الإسلامية كلها لكنه ضم أكثرها، إذ امتدعلى أوسع رقعة من مساحة تلك الأمصار، وكانت الخلافة العثمانية محط أنظار المسلمين ولو كاوا خارج حدودها بصفتها مركز الخلافة، وبصفة حاكمها خليفة المسلمين وليس خليفة العثمانيين، كما كانت هذه الدولة أقوى دولة إسلامية يومذاك بل وتعد من دول العالم الكبرى إن لم نقل أعظمها.وقد بدأ المؤلف كتابه بمقدمة بين فيها تعريف العهد العثماني وأهميته والتقسيم الذي اختاره في التأريخ لهذا العهد. ثم تناوله في خمسة أبواب: الأول عن الدولة العثمانية وهي صلب الكتاب، حيث قدم مقدمة عن الدولة العثمانية من حيث هي امتداد لدول الخلافة، تحمل مقومات الدولة الإسلامية ونصاعة صفحتها وسمو غاياتها، وأيضا تمثل امتدادا لخط الانحراف الذي اتسعت زاويته شيئا فشيئا منذ العهد الأموي، ويتجلى فيها الصراع والمدافعة بين حماة الإسلام من جهة وبين أعدائه من اليهود والنصارى وعملائهم من القوميين والخونة عبر مدى تاريخ هذه الدولة حتى سقوط الخلافة. وقد ذكر المؤلف في هذه المقدمة مآثر الدولة العثمانية، كما ذكر أهم سلبياتها. ثم عرض لتاريخها في سبعة فصول: الأناضول قبل العثمانيين، تأسيس الدولة وقوتها، عودة القوة إلى السلطنة العثمانية، الخلافة العثمانية - عصر القوة، عصر الضعف، عصر الانحطاط والتراجع، حكم الاتحاديين. أما الباب الثاني فعن الجزيرة العربية لأهمية ما وقع فيها من أحداث - رغم تبعيتها للحكم العثماني -، حيث يتكلم فيه عن الحجاز، ثم نجد وقيام حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم إمارة آل الرشيد بحائل، ثم إمارة عسير، ثم إمارة تهامة عسير، ثم المنطقة الشرقية، ثم اليمن، ثم عمان. وقد عقد الباب الثالث للحديث عن بلاد التتار في أوربا وبلاد الترك في آسيا الوسطى حيث امتد الاستعمار الروسي إليهما. ويتاول الباب الرابع بلاد الهند وجنوب شرقي آسيا. والباب الخامس شمل بلاد المغرب وغربي إفريقية وشرقيها.والكتاب يتسم بالإنصاف والعرض التاريخي الموزون بميزان أهل السنة والجماعة، ويتجلى ذلك في حديثه المنصف عن السلطان عبد الحميد الثاني وعن الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب. والمؤلف يسلك نهج السرد الأدبي الرصين المتماسك، يمزج فيه بين العرض التاريخي والتحليل العميق للأحداث والوقائع، ليبرز معالم المنهج الإسلامي الأصيل في إقامة هذا الدين، وليرسم صورة حية للأمة المسلمة بمظاهر قوتها وضعفها، ويزيف أباطيل أعداء الإسلام وخرافاتهم التي نسجوها حول دولة الخلافة؛ بعيدا عن الاستغراق في تفاصيل الأحداث والوقائع. ويميز الكتاب ربط التاريخ بالواقع المعاصر وتقرير مفاهيم هامة في السياسة الشرعية مثل الحكم والإمارة وتدخل العسكر والعصبية ونحوها من الأمور التي يتحاشاها الكتاب عادة. كما أنه يفرد بعض الخطوط الرئيسة أو العوامل المؤثرة في تاريخ الدولة العثمانية بالحديث. وهو يذيل كتابه بعدد كبير من المراجع. ويعوز الكتاب كما ألمحنا في غير موضع التحقيق العلمي والعزو.