هو أول كتاب التاريخ الإسلامي، السفر العظيم الجامع، لعلامة التاريخ محمود شاكر - وهو الشامي -، ويبدأ بفترة ما قبل البعثة ثم السيرة النبوية في مجلدين. يستعرض في المجلد الأول مفهوم الأمة المسلمة، ووحدة المنهج الذي تعاقب عليه الأنبياء، والفارق الجوهري في هذا بين الأمة المسلمة وسائر الأمم. ثم يذكر الخلق الأول وقصة آدم وإبليس، ثم نزول آدم إلى الأرض وكيف سارت البشرية سيرتها مع أنبياء اللحيث استعرض التاريخ البشري في بلاد الرافدين، وبلاد الشام، ومصر وإفريقية، وأخيرا جزيرة العرب. ثم يستعرض في المجلد الثاني طبيعة الرسالة، ثم نشأة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الدعوة في مكة، وأخيرا الدعوة في المدينة. والمؤلف يسلك نهج السرد الأدبي الرصين المتماسك، يمزج فيه بين العرض التاريخي والتحليل العميق للأحداث والوقائع، ليبرز معالم المنهج الإسلامي الأصيل في الدعوة والتربية والتمكين وإقامة هذا الدين، وليرسم صورة حية للأمة المسلمة لكي يحتذيها المسلمون جيلا فجيل، ويزيف أباطيل أعداء الإسلام وخرافاتهم التي نسجوها حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، بعيدا عن الاستغراق في تفاصيل الأحداث والوقائع مما قد يعد إخلالا بأحداث هامة أو قطعا للخطوط الرئيسة في السيرة النبوية. ويميز الكتاب ربط السيرة بالواقع المعاصر وتقرير مفاهيم هامة في السياسة الشرعية مثل الجماعة والحكم والإمارة ونحوها من الأمور التي يتحاشاها الكتاب عادة، وهو ما لحقه بسببه العتب ممن عدوا مؤلَّفه اجتهادا شخصيا غير لائق إلحاقه بالسيرة النبوية. ويعوز الكتاب كما ألمحنا في غير موضع التحقيق العلمي والعزو.