الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية من رسائله المتميزة التي تعد زبدة ما ذكره في كتبه المطولة عن الاعتقاد. وهي تدور حول التوحيد بنوعيه: الخبري والإرادي. فهو يتناول الكلام عن توحيد الربوبية والصفات وهو التوحيد الخبري، وعن القدر والشرع وهو التوحيد الإرادي. إضافة إلى الرد على المخالفين في هذه الأبواب، مع تأييد الرأي بالحجج النقلية والبراهين العقلية. وللتدمرية شروح ومختصرات وتهذيبات وتقريبات وتعليقات، ولكن مما دفع المؤلف هنا إلى كتابة هذه التوضيحات على التدمرية ما كتبه غيره من الشراح من حث على مزيد من التوضيحات على التدمرية؛ فهذا الشيخ فالح المهدي يقول: "فأنا لا أدعي أنه هو كل ما تستحقه هذه الرسالة العظيمة، غير أني أومن بأن ما لا يدرك كله لا يترك جله... غير أني أرجو أن يكون شرحي هذا فاتحة خير لشروح أخرى يتعرض أصحابها لجوانب قد أكون قصرت فيها". ومنه ما قاله الدكتور المحمود في تقديمه للأجوبة المرضية لتقريب التدمرية: "ولا يزال الباب مفتوحا لمزيد من الشرح والتعليق، ولو وجد لها عدد من الشروح والتعليقات". أما عن مادة هذه التوضيحات فإنها مستفادة من غالب ما له صلة بالتدمرية، وعلى رأسها مجموع ما ألقاه د. محمد الخميّس من محاضرات، وما قيّد من ذلك في مذكرات، وما يتعلق بالتدمرية من مصنفات؛ مثل: تحقيق د. محمد عودة السعودي للتدمرية، حيث اعتمد على نصه المحقق وإضافاته في الحاشية. والتحفة المهدية للشيخ فالح المهدي، وقد استفاد منها في شرح بعض العبارات. وتقريب التدمرية لابن العثيمين، حيث استفاد من تحقيقاته وتهذيباته وتقسيماته وتلخيصاته. والأجوبة المرضية في تقريب التدمرية لأبي مصعب الجزائري. وقد كان أسلوب كاتب التوضيحات يميل إلى التيسير والاختصار؛ فبرَّأ المتن عن وصمة الإلغاز مع كون الشرح لم يخرج عن حيز الإيجاز. كما أنه قسم الكتاب إلى فقرات مع الإكثار من التقسيمات ثم وضع التوضيح تحتها. مع الاهتمام بتعريف المصطلحات سواء العلمية أو الكلامية أو الصوفية، ونقل آثار السلف في تأييد بعض المسائل. وقد وضع الشارح بعض الجداول والأسهم المساعدة في بعض المباحث لتقريبها للفهم، ولاختصار كثرة الكلام. كما أنه اعتنى بعزو الآيات وتخرج الأحاديث باختصار مع الترجمة للأعيان. وقد وضع الكاتب خلاصات ومناقشات في نهاية كل موضوع حسب التقسيمات التالية: مقدمة الرسالة، الأصل الأول، الأصل الثاني، الخاتمة.