التوضيحات الجلية على شرح العقيدة الطحاوية
محمد بن عبد الرحمن الخميس
التوضيحات الجلية على شرح العقيدة الطحاوية
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب هو للشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وقد قام فيه بالتعليق على شرح الإمام ابن أبي العز لمتن الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي في العقيدة والذي يعد من أشهر المتون العقدية، وهو المشهور باسم "العقيدة الطحاوية". وقد جمع فيه مصنفه عقيدة أهل السنة والجماعة فأوجز وكفى، وحظي بالقبول فتتابع عليه طلبة العلم حفظا، والعلماء شرحا ونظما. وقد قال العلامة ابن بدران مبينا أن العقيدة الطحاوية هي عقيدة السلف: "وقد بنى أبو جعفر الطحاوي عقيدته على ما رواه عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت... وصرح بأنه نقل عنهم ما يعتقدون في أصول الدين ويدينون به رب العالمين، وعقيدته هذه سلفية محضة". ولمتن العقيدة الطحاوية شروحات عدة سلفية ومعاصرة من بينها هذا الشرح الذي بين أيدينا وهو شرح العلامة ابن أبي العز الحنفي. وقد بين المؤلف أنه على الرغم من تعدد طبعات شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز وتعدد المختصرات لها فما زالت الحاجة قائمة لخدمة هذا الشرح الجليل، يقرب غايات الكتاب ويوضح مقاصده ويكشف للقارئ عما يدل عليه من مضمون، ويبسط المسائل التي أجملها المؤلف، ويشرح المصطلحات العلمية والكلامية التي يصعب على بعض طلبة العلم فهمها.ويتميز شرح ابن أبي العز بأنه على طريقة السلف الصالح، وأن فيه من البسط والبيان ما ليس في سائر الشروح الأخرى، كذلك استوعب - بالجملة - أصول الدين في المسائل والدلائل؛ ففيه تفصيل دقيق وتحرير عميق لمسائل التوحيد والنبوة والمعاد، وسائر مسائل الاعتقاد. كذلك أظهر طريقة أهل السنة في التلقي والاستدلال، كما في تقريره تقديم النقل على العقل عند توهم التعارض بينهما، وقبول خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد. ومثلما تضمن الشرح تقريرا وتأصيلا لمذهب السلف، ففيه أيضا الرد على المخالفين ومناقشتهم، والرد على الفرق كـالخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، وغيرهم، وأيضا الرد على مسلك التخييل عند الفلاسفة، والتجهيل عند المفوضة، والشطح عند المتصوفة، والتأويل الفاسد عند المتكلمة. وقد ضم هذا الشرح خلاصة متينة لما حرره ابن تيمية في موسوعاته ومجلداته، ومعظم الشرح منقول من كلام ابن تيمية في مواضع متعددة من مجموع فتاويه بنصه، ولا شك أن كلام ابن تيمية أكسب الكتاب هذه الأهمية وتلك الشهرة، وعموما فإن كل من كتب في اعتقاد السلف بعد ابن تيمية - ومنهم ابن أبي العز - فإنما نقل عنه واستفاد منه. وقد أحسن الشارح في سبْك هذه النقول وصياغتها، وفق ترتيب بديع، ونسق سديد.ويؤخذ على المتن متابعته لمذهب مرجئة الفقهاء في الإيمان، كقوله (والإيمان واحد وأهله في أصله سواء..)، ومن المعروف أن الإمام الطحاوي رحمه الله حنفي المذهب يقول بقول أبي حنيفة في الإيمان. غير أن ابن أبي العز رحمه الله في شرحه بين ذلك وذكر أن الخلاف بين أبي حنيفة وأهل السنة خلاف لفظي. كما تعقب ابن أبي العز الألفاظ الأخرى التي هي على خلاف مقالات أهل السنة، كقوله: (قديم بلا ابتداء) ونحوها. وقد بين المؤلف صاحب "التوضيحات" هذه الأمور كلها بيانا شافيا.