فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك
ابن عليش
فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك
نبذة عن الكتاب

يندرج الكتاب ضمن الفتاوى والنوازل الفقهية على مذهب الإمام مالك، وهو آخر كتاب في الفتوى على مذهب الإمام مالك رحمه الله. صنفه الإمام الكبير الفقيه شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الطرابلسي المالكي، الشهير بعِلّيش، بكسر العين واللام، وقيل: عُلّيش، بالتصغير. وكان صاحبه واسع الاطلاع، صداعا بالحق إلى أن لقي وجه ربه بسجن المستشفى بالقاهرة - على يد الإنكليز أعداء الإسلام - لأنه دافع عن دينه، فصار بحق عالم مصر في وقته، وخاتمة الفضلاء المحققين، وصاحب التصانيف الفقهية المالكية الشهيرة، التي ذاع صيتها الحاضر والباد، ككتابه: "منح الجليل على مختصر خليل"، وكتابه: "هداية السالك"، وكتابه: "تدريب المبتدي وتذكرة المنتهي"، وغيرها، ولد بالقاهرة سنة 1217هـ، وتوفي بها رحمه الله سنة 1299هـ/1882م. وقد افتتح الشيخ علّيش كتابه بمقدمة أبان فيها عن مقصوده في هذا التصنيف، فقال: "قيدتُ ـفيه ما وقع لي من الأسئلة والأجوبة، وجمعتها ورتَّبتها على أبواب الفقه بعد أن هذّبتها ونقّحتها". فجاءت مسائل الكتاب متنوعة، بدأها بمسائل العقائد، ثم مسائل أصول الفقه، ثم ختم بمسائل الفقه التي تشكل غالبية مسائل الكتاب في حوالي أربعة وسبعين مسألة، تناول فيها معظم الأبواب الفقهية، ورتّبها على الترتيب المشهور، بداية بمسائل النجاسة وانتهاء بالميراث. أما عن منهج الشيخ علّيش في الكتاب، فهو عموما يذكر نص المسألة أو معناها، فيبدأ بقوله: "ما قولكم في مسألة كذا"، أو "ما تقول في كذا"، أو "ما تقول السادة العلماء أئمة الدين في كذا"، أو نحو ذلك، ثم يجيب عنها بقوله: "فأجبت بما نصه". ويستدل في أجوبته بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأقوال أهل العلم، ويعرض هذه الأقوال على اختلاف مذاهب أصحابها في مسائل العقيدة وأصول الفقه، بينما يقتصر على أقوال أئمة المالكية في مسائل الفقه، مع التعليل والتوجيه ومراعاة الخلاف. وتتميز مصادر الشيخ علّيش بالاختلاف والتنوع، على اعتبار تأخره زمنيا؛ فهو ينقل من دواوين السنة النبوية المختلفة، سواء كتب الصحاح، أو السنن، أو المسانيد، أو المعاجم، أو غيرها، ومن أمهات كتب المذهب، مثل الموطأ، والمدونة، وهو يورد أيضا نصوصا عن كبار أئمة المذهب على اختلاف أعصارهم، وغالبا ما يصرح بأسماء العلماء دون ذكر مصادرهم، وينقل فتاوى كثيرة عن مشايخه أمثال الشيخ الأمير الصغير، والشيخ السنباوي، وغيرهم.