هذا الكتاب القيم هو شرح الإمام العلامة زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي، الفقيه الأصولي، وسماه (خلاصة الأفكار شرح مختصر المنار) وهو كتاب صغير الحجم غزير العلم، يحتاج إليه المبتدأ ولا يستغني عنه المنتهي، جمع فيه المؤلف من (منار الأصول) زبدة الأفكار والفوائد. ومؤلف المختصر هو العلامة الفقيه أبو العز طاهر بن حبيب وهو صاحب المختصر المشروح بين يدينا، أما أصل المختصر فهو متن منار الأنوار للنسفي، وهو متن جامع في أصول الفقه مختصر نافع، ومع صغر حجمه ووجازة نظمه بحر محيط بدرر الحقائق، وقد تناوله الكثير من العلماء بالشرح والاختصار مثل: تبصرة الأسرار في شرح المنار لشجاع الدين هبة الله، وشرح المنار لعبد اللطيف بن عبد عزيز الكرماني المعروف بابن ملك، و شرح قدس الأسرار في اختصار المنار لناصر الدين القونوي الدمشقي المعروف بابن الربوة، وكذلك الشرح الذي بين أيدينا وغيره. والكتاب يتكون من عدة فصول تتضمن مباحث ومسائل، كما أضاف المحقق إليه مقدمة تحتوي على تعريف الأصول والفرق بين الأصول والفقه، وتعريف بالكتاب وترجمة المؤلف وخطته في التحقيق وغير ذلك من التمهيد لصدر الكتاب. ومتن الشرح يتكون من مقدمة الشارح ثم يشرع في الفصل الأول وهو أصول الشرع، ثم فصل في أقسام الكلمة وهي خمسة أقسام: باعتبار وضع اللفظ للمعنى؛ ومن حيث ظهور المعنى؛ وباعتبار خفاء معناه؛ وباعتبار استعماله للمعنى؛ باعتبار الوقوف على المعنى المراد؛ ثم فصل في العزيمة والرخصة؛ فصل في أسباب الأحكام؛ ثم باب بيان أقسام السنة؛ ثم فصل في التعارض؛ ثم فصل في البيان؛ ثم فصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم؛ ثم باب الإجماع؛ ثم باب القياس؛ ثم وجوه الترجيح؛ ثم فصل في الاجتهاد؛ ثم فصل في أقسام الأحكام المشروعة؛ ثم فصل في الأهلية؛ ثم فصل في أنواع المحرمات؛ ثم أخيرا فصل في المتفرقات. ويعد هذا الشرح من أجود المختصرات لشرح المنار وأسهلها على طالب العلم من حيث الأسلوب والترتيب وسلاسة الألفاظ، كما ساهم التحقيق في إخراج الكتاب بشكل أنظم وأرتب، حيث قام الشيخ زهير بن ناصر الناصر بالتمهيد الجيد للشرح من الذكر أهم التعاريف والفوائد التي تعين القارئ على فهم أصول الفقه وموضوع الكتاب، كما قام بتخريج الآيات والأحاديث المذكورة في الشرح، وتبيين الألفاظ الغريبة وشرحها، واثبت المغايرات بين النسختين الخطيتين التي اعتمدها في تحقيقه كما قام بتوضيح الراجح منهما بالأدلة والمحاكمة، كما أكمل ما كان ناقصا من النص أن وجد، ووضع الزيادة بين قوسين، ومن الناحية الفنية فقد عمل على تيسير النص وتوضيحه بالطرق الفنية المتبعة في قواعد تحقيق النصوص، وذلك باستعمال الفواصل والنقط وعلامات التعجب والاستفهام وسائر والتشكيل وخاصة عند اللبس، كما عرف بالكتاب عن طريق ترجمة الشارح والتعريف بالمختصر الذي شرحه وبمؤلفه، ثم عرف المتن الأصلي وترجم لمؤلفه أيضا.