كتاب الإيمان - ابن منده
ابن منده
كتاب الإيمان - ابن منده
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده العبدي من أعلام القرن الرابع ومن كبار الحفاظ صاحب التصانيف الجليلة. وحققه الدكتور علي بن محمد ناصر الفقيهي، عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية، كما قدم له الدكتور أكرم ضياء العمري رئيس المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والدكتور عبد الله بن عبد الله الزايد نائب رئيس الجامعة الإسلامية. وقد دفع المجلس لاختيار هذا الكتاب الجليل وتحقيقه ونشره عدد من الأسباب، أبرزها اعتماد المؤلف على مصادر العقيدة الأصلية وهي الكتاب والسنة، كما أنه قد علق بأذهان كثير من طلاب العلم بعض الشبه التي أثارها المعتزلة حول السنة الثابتة الصحيحة وغيرها من الشبهات، ولهذا فقد أراد المجلس بنشر هذا الكتاب الجليل تبيين أن طريقة السلف في إثبات العقائد هو اعتمادهم على صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كان الخبر متواترا أم آحادا، فالكتاب الذي بين يدينا قد اشتمل على عدد كبير من أحاديث الصحيحين في مسائل من الإيمان. والكتاب يشتمل على مقدمة أعدها المحقق ثم موضوعات الكتاب الأصلية. أما المقدمة فهي تتكون من تصدير بقلم الدكتور أكرم ضياء العمري وتقديم لفضيلة الدكتور عبد الله الزايد، ثم يليها كلمة في العقيدة من إعداد المحقق وأسباب اختيار الموضوع، ثم قسمها على قسمين، القسم الأول هو دراسة لحياة ابن منده، وفيه مباحث عن عصر المؤلف من الناحية السياسية والاجتماعية والعلمية، ثم الباب الأول في هذا القسم عن حياة المؤلف وسيرته وسيرة أهل بيته وحياته العلمية، ومكانته وعقيدته وموقفه من الفرق المخالفة، والباب الثاني في شيوخه وتلاميذه، والباب الثالث في علمه. أما القسم الثاني من المقدمة فهو دراسة الكتاب، وتحدث فيه عن وصفه ومنهج المؤلف فيه ومصادره، ثم عمل المحقق في تحقيق الكتاب. أما موضوع الكتاب الأصلي فقد سلك فيه المصنف مسلك المحدثين، حيث قام بإيراد المتون والأحاديث في مسائل الإيمان والعقيدة والرد على الشبهات والضلالات، فبدأ بذكر ما يدل على أن الإيمان الذي أمر الله عز وجل عباده أن يعتقدوه هو ما سأل جبريل عليه السلام رسول الله عنه ليعلم الصحابة أمر دينهم، وهكذا في مختلف أمور العقيدة ومباحثها، من حكم الشهادة وخصالها، وما يدل على أن الإيمان بالله علم ومعرفة وإقرار، وأنواع الشرك وحكمه ومباحث فيه، وغيرها من المسائل المتعقلة بعقيدة الفرد المسلم، مثل ذكر فضل من آمن من أهل الكتاب بنبيه ثم آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر وجوب الإيمان على كل من سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتابين، والإقرار بما أرسل به وجاء به عن الله عز وجل؛ وذكر وجوب الإيمان بنبوة عيسى ابن مريم عليه السلام، وأنه عبد الله ورسوله وكلمته وروح منه ألقاها إلى مريم، وذكر وجوب الإيمان بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وإيمانه بالمصطفى عليه السلام وبشريعته، وذكر ابتداء الإسلام والإيمان وتغربه وأنه سيعود غريبا كما بدأ وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان ههنا " نحو اليمن ومعنى قوله أنه أراد الحجاز لأن مكة يمانية، وذكر ما يدل على أن الإسلام يعود كما بدأ حتى لا يبقى منه شيء، وذكر خبر يدل على ما تقدم من ابتداء الإسلام. أما منهج المؤلف في كتابه فكان على نفس نهج المحدثين في سوق الأسانيد لكل متن مقتديا في ذلك بعلماء السلف الذين سبقوه في هذا الميدان، وكانت طريقتهم في التأليف لإثبات العقيدة الاسلامية أو الرد على الشبه الواردة فيها بإيراد النصوص الشرعية من الكتاب الكريم والسنة المطهرة وآثار الصحابة والتابعين بأسانيدها تحت عناوين دالة على المعنى المراد من إيراد ذلك النص، إضافة إلى الترجيح وإدراج الحجج العقلية والتعقيب.