أهل السنة والجماعة - معالم الانطلاقة الكبرى
محمد عبد الهادي المصري
أهل السنة والجماعة - معالم الانطلاقة الكبرى
نبذة عن الكتاب

رسالة مختصرة نافعة أهداها المصنف نبراسا للمخلصين من أبناء الأمة الساعين لإحيائها، تُجلي لهم الأصول المنهجية التي عنها يصدرون وعليها يجتمعون، بعيدا عن التعصبات والتحزبات الضيقة. هذه الأصول التي تُصوَّب نحوها السهام من قِبل أعداء الأمة حتى لا تقوم لها قائمة، فكانت هذه الرسالة دعوة لإبراز وترسيخ هذه الأصول لا سيما في البرامج التربوية بغية إعداد جيل مسلم مؤهل لمواجهة التحديات التاريخية. ومن هنا كانت تسمية الكتاب فهي المنطلقات التي ينبغي أن يعتقدها المسلمون أفرادا وجماعات ليكونوا من "أهل السنة"، ثم يجتمعوا عليها تحت ظل خليفة واحد وخلافة واحدة ليتحققوا بمعنى "الجماعة"، فينطلقوا انطلاقتهم الكبرى لدرء الفتنة الكبرى وهي غياب شرع الله عن أن يحكم الأرض. وفي المقابل صنَّف المؤلف بعد ذلك رسالة صغيرة باسم "عوائق الانطلاقة الكبرى" خصصها للمخاطر التي تعوق هذه الانطلاقة الكبرى ذكر فيها كثيرا من المكائد والشبهات التي يستخدمها العلمانيون وأعداء الأمة لتأخير النصر المنشود وقيام الخلاقة المرتقب.ولقد قسّم المصنف الرسالة إلى تمهيد ومقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.أبان في التمهيد أهمية موضوع البحث والباعث له على التصنيف، وإلى مَن يوجه هذا الكتاب.وفي المقدمة استعرض خطة البحث وذكر أنه اعتمد على جمع ما تفرق في كتب السلف الكرام من أصول أهل السنة والجماعة، بأسلوب يجمع بين التأصيل الرصين والمعاصرة، لا سيما مع ازدياد الحاجة إلى تلمس منهجهم في خضم الفتن المتلاطمة والفرق المتنازعة. وأن مقصود الدراسة لا الأصول العقدية فقط بل وكذلك الأصول العلمية والسلوكية والحركية وغيرها مما يرسم صورة منهجية متكاملة عما امتازوا به عن غيرهم من أهل البدع والانحراف.أما الباب الأول فاستعرض في الفصل الأول منه تاريخ الصراع بين الحق والباطل منذ بدء الخليقة وأنه سنة ماضية، وكذا افتراق الأمة وقيام حجة الله على الخلق في كل زمان ومكان، ثم شرع في الفصل الثاني في ذكر تعريفات هامة متعلقة بموضوع البحث من مثل السنة والجماعة والطائفة المنصورة وغيرها، وفي الفصل الثالث منه ذكر نشأة التسمية بأهل السنة والجماعة وبداية الفتن.وفي الباب الثاني - وهو بيت القصيد - استعرض الأصول المختلفة لأهل السنة والجماعة علما وعملا في عشرة فصول. وقد تميز هذا الباب - إضافة إلى الترتيب والتقسيم - بالنقل فقط عن ابن تيمية؛ نطرا لقوة بيانة وشموله في هذا الموضوع من جهة، وكذا لاتفاق المنتسبين للسنة على إمامته وربانيته من جهة أخرى.وفي الباب الثالث والأخير لخص نتائج البحث، مع التركيز على المراحل التي تمرّ بها الفرقة الناجية، ثم إسقاط ذلك على الواقع الإسلامي المعاصر.وفي الخاتمة اجتهد في بلورة تصور عملي لأهل السنة والجماعة؛ ما المطلوب؟ وكيف؟ ومن أين يبدؤون؟ويظهر من بداية الكتاب البعد الواقعي الذي يطرحه الكاتب ويسيطر عليه في تناوله للموضوع، حيث يهتم بالربط بين النصوص الشرعية والواقع الحالي للمسلمين حتى تنضبط المصطلحات وتتجلى المفاهيم. كما ربط في بداية الكتاب بين ما وقع في حرب الخليج وبين اختلاط مثل هذه المفاهيم والأصول، وكما ختم الكتاب بتصور واقعي، منبثق من الأصول التي استعرضها في الكتاب، ينبغي أن يضطلع به المسلمون أفرادا وجماعات سعيا لدرء الفتنة الكبرى وهي غياب الإمامة الكبرى التي تُحكِّم شرع الله في الأرض.ويمتاز الكتاب بحسن الترتيب والتقسيم، حيث يذكر في بداية كل باب نبذة عن موضوع الباب وكذا عناوين فصوله، ثم هو يضع العناوين الواضحة، كما يجتهد في تنسيق النقول بما يعين على الفهم، كما يمتاز بحسن انتقاء النصوص من كلام السلف.وفي الهوامش بعض التعقيبات والتوضيحات الهامة، وكذا يذكر فيها العزو للنقول والآثار، أما الأحاديث فهو ينقل تحقيق العلماء المعروفين له بالتصحيح أو التضعيف إلا أن يكون من رواية الصحيحين أو أحدهما.والكتاب فريد في فكرته وشموله، ولقد أثنى عليه الشيخ ابن جبرين وأوصى به المسلمين أن يقرؤوه ويعملوا بمقتضاه، وكذا أثنى عليه الشيخ بكر أبو زيد في حاشية كتابه "حكم الانتماء للأحزاب والجماعات الإسلامية" ونصح الجميع بقراءته. ورغم أن المكتبة الإسلامية قد حوت كتيباً مثل "مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة" لناصر العقل، وهو من الكتب التي تناولت نفس الموضوع إلا إنه كان بصورة مختصرة ومقتصرة على الأصول العقدية وموقف الجماعات على الساحة الإسلامية منها.