يعد هذا الكتاب جمعا لمباحث مهمة في موضوعات عقدية ودعوية. وقد دفع الكاتب إلى تصنيفه رغبته في القيام بواجب النصيحة للمسلمين سواء العامة منهم أو خاصة الدعاة إلى الله في أمور تتعلق بالعقيدة والدعوة. ومما دفعه كذلك للكتابة في هذا الباب ظواهر الإخلال ببعض أصول العقيدة السلفية ومستلزمتها والتقصير فيما يجب نحوها فهما وتطبيقا من قِبَل بعض الدعوات المعاصرة. وتظهر أهمية الكتاب في إجماله لعقيدة السلف على نحو منضبط، مع الرد المجمل على الفرق المخالفة لأهل السنة في بعض المسائل كالأشاعرة، كذا بعض التصورات المعاصرة الخاطئة حول الدعوة ومستقبل المسلمين. وقد أوضح الكاتب محتوى المباحث التي تركز عليها العمل في الكتاب وهي: العـقيدة: تعريفها، ومفهومها الصحيح، وأهل السنة والجماعة وتعريفهم. عـقيدة التوحيد -على الخصوص- التي هي دين الرسل والغاية من خلق الجن والإنس، وأن توحيد العبادة (الألوهية) هو الغاية الأولى، والقضية الكبرى بين الرسل والمصلحين وخصومهم، وعن تاريخ عقيدة التوحيد هذه، ومنزلتها في الرسالات عموما، ورسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- على الخصوص. ومصادر العـقيدة عند أهل السنة، وخصائصها وسماتها. موجز لاعتقاد أهل السنة والجماعة، وحقيقة انتماء الفِرَق إليه، ومستلزمات دعوى الانتساب لأهل السنة والجماعة، وحقيقة هذه الدعوى عند الأشاعرة -بخاصة- مع محاولة الدلالة على أهل السنة من خلال صفاتهم الشرعية في المسلمين اليوم. عرض نقدي عام لمواقف ظهرت عن بعض الدعاة والدعوات والحركات الإصلاحية -القائمة اليوم- التي تحمل شعار الإسلام تجاه عقيدة أهل السنة والجماعة، علما وعملا وقولا واعتقادا، مع بيان الآثار المترتبة على مجانبة عقيدة السلف، أو التساهل فيها أو الجهل بها. ورغم صغر حجم الكتاب إلا أن مصنفه قد اعتمد على ما يقارب المئة مرجع، ورتبها أبجديا، ونوَّعها بين كتب المتقدمين كابن قتيبة والآجري واللالكائي وابن بطة وأحمد بن حنبل والدارمي والبخاري وغيرهم، وكذا كتب المتأخرين كالشاطبي وابن تيمية وابن كثير وغيرهم. ويمتاز الكتاب بالجمع بين استخدامه مصطلحات السلف في كتاباتهم عن أصول أهل السنة مع الخبرة بالتيارات الدعوية المعاصرة وكيفية الرد عليها مع التزام آداب النصيحة وصدق الرغبة في الإصلاح. وكذا يجمع الكتاب بين التأصيل للمسائل العقدية وبين الإحياء في تطبيقها في واقع المسلمين لا سيما الفرق الدعوية المختلفة.