مدارك التنزيل وحقائق التأويل
أبو حفص النسفي
مدارك التنزيل وحقائق التأويل
نبذة عن الكتاب

هو كتاب جليل في التفسير وهو مختصر مفيد، اختصره مؤلفه العلامة عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي الفقيه الحنفي، من تفسير البيضاوي، ومن الكشاف للزمخشري، فجاء كما قال المؤلف: "كتابا وسطا في التأويلات، جامعا لوجوه الإعراب والقراءات، متضمنا لدقائق علمي البديع والإشارات حاليا بأقاويل أهل السنة والجماعة، خاليا عن أباطيل أهل البدع والضلالة، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل". ويتكون الكتاب من ثلاثة مجلدات تناولت تفسير القرآن الكريم كاملا من الفاتحة إلى الناس. وفي مقدمة الكتاب يعرف المحقق بمنهجه في التحقيق ويقدم للتفسير ويترجم للمؤلف ويتحدث باختصار عن منهجه في التأليف، ثم مقدمة المؤلف. واستعان النسفي في تفسيره بعدد من تفاسير السابقين له، وأولهم الكشاف للزمخشري وهو مصدره الأساسي لهذا التفسير، حيث لخص النكات البلاغية والإشارات اللغوية والاستطرادات الأدبية، وأيضا أنوار التنزيل وأسرار التأويل هو أحد كتب التفسير التي يظهر تأثر النسفي بها، وأيضا تفسير قتادة وتفسير مجاهد واللباب، وغيرها من التفاسير. كما استعان بصحيح البخاري وصحيح مسلم، وصحاح المصابيح للبغوي وبعض المسانيد، أما مصادره في الفقه فقد أشار إلى المبسوط للبزدوي، والكافي، وشرح المنار، وأما في اللغة، فكتاب سيبويه، والتبيان في إعراب القرآن، والصحاح للجوهري، وغيرها، أما في القراءات فقد استعان بمصحف عبد الله بن مسعود، ومصاحف أهل الكوفة، ومصاحف نافع، ومصاحف حفصة، والإشارة والبشارة، والوقوف. ومن المميزات الجوهرية في هذا التفسير جمعه بين محاسن تفسيرين الكشاف والبيضاوي، وابتعاده عما في الكشاف من الاعتزال، وعما في أنوار التنزيل وأسرار التأويل من الإسرائيليات والأحاديث بشكل عام؛ وأيضا التوسط بين القصر والطول والبعد عن الاختصار المخل والشرح الممل. وأيضا اعتناؤه بالقراءات ووجوه الإعراب بدون إطناب، ولا يخوض النسفي في المسائل النحوية إلا بلطف، ويلتزم بالقراءات السبع المتواترة مع نسبة كل قراءة إلى قارئها، ويعرض للمذاهب الفقهية باختصار عند تفسير آيات الأحكام، ويوجه الأقوال بدون توسع، وينتصر لمذهبه الحنفي في كثير من الأحيان، ويرد على من خالفه. كما لم يحفل بالكثير من الإسرائيليات وإن ذكر شيئا من ذلك تعقبه في الغالب، وأحيانا يترك ذلك لفطنة القارئ. والكتاب متوسط الحجم، سهل التناول، كثير التداول، مشهور بين الناس، وحاز القبول بين العلماء، وتقرر تدريسه في الأزهر والمدارس الشرعية عدة أعوام.