هذا الكتاب للدكتور إسماعيل علي محمد أستاذ ورئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر. وقد ألف هذا الكتاب ليكون خطوة وإسهاما في اتجاه مواجهة حملات تولى كبرها أعداء الإسلام في الخارج ومن يوالونهم من العلمانيين والشيوعيون وأضرابهم في العالم الإسلامي، تروج إلى فصل الإسلام وعزله وشريعته عن الحياة وتنادي بأن لا تكون له أية كلمة في تنظيم شؤون الناس المعاشية في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وتنتقص من شريعته ونظمه وترميها بالنقص والتخلف والرجعية وعدم ملاءمتها للتطبيق وقصورها عن الوفاء بمتطلبات الحياة. وقد قدم لكتابه بمقدمة بين فيها غايته من البحث وأن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن مجرد رسالة روحية مقصورة على ما ينظم علاقة الإنسان بربه فقط، بل كانت رسالة ذات شريعة رحبة تشتمل على ما ينظم علاقة الإنسان بربه وعلاقته بأخيه الإنسان وعلاقته بالكون كله وما فيه كله، كما أنها تضمنت جميع ما ينظم شؤون الإنسان وأموره المعاشية والمعادية على السواء. ثم اشتمل الكتاب على خمسة فصول: النظم الإسلامية وغايتها، المصادر التشريعية للنظم الإسلامية، خصائص النظم الإسلامية، آثار تطبيق النظم الإسلامية في حياة الأمة، بين النظرية والتطبيق - رعاية الطفولة في ظل النظم الإسلامية. وقد تضمن الكتاب مباحث أصولية متنوعة لا سيما مصادر التشريع الإسلامي المتفق عليها والمختلف فيها. كما تعرض الكتاب للنظم الوضعية وبخاصة الغربية وتكلم على سماتها وعلى إفلاس الحضارة الغربية، وكذلك الشيوعية وجنايتها على البشرية. والكتاب ينطلق من هوية إسلامية واضحة وعقيدة صافية، وقد تناول الكثير من القضايا والمسائل - كقضية الملكية الفردية، والغريزة الجنسية، والقضايا المتعلقة بالطفل بما في ذلك النسب والرضاع والإجهاض والولاية والأيتام وغيرها... - مفندا الشبهات ومبينا إعجاز التشريع الإلهي في مقابلة النظم الوضعية، وألقى الضوء على خصائص الإسلام التي أبهرت العقول، كالثبات والشمول والمرونة والسهولة واليسر والإحكام، فهو دين رباني في المبدأ والمآل، يتناول كل ذلك بأسلوب علمي رصين ومعاصر سهل يمتع القارئ ولا يثقل عليه. وقد أحال إلى أكثر من سبعين مرجعا في الحديث والفقه وأصول الفقه والفكر الإسلامي بل وكتابات من سبقوه في النظم الإسلامية، وغيرها.