هذا الكتاب القيم من تأليف الأستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان، أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد سابقا، وأستاذ الشريعة ورئيس قسم أصول الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد سابقا، وأستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية وعميدها سابقا، وأستاذ متمرس في جامعة بغداد. وقد أقدم على تأليف هذا الكتاب ليعطي فكرة شاملة عن طبيعة الشريعة الإسلامية وأفكارها الأساسية وأنواع النظم القانونية التي جاءت بها الشريعة، كما أن هذه المباحث تعين من يريد التوسع في دراسة الشريعة الإسلامية. وقد بدأ المؤلف الكتاب بمقدمة ذكر فيها أهمية عيش الفرد والمجتمع ضمن قوانين وأنظمة، ومصادر نشأة القوانين والأساس في تبرير إنزال الشرائع السماوية ودورها في استقامة الكون، وكيف قامت دولة الإسلام والمجتمع الإسلامي وفقا لمفاهيم الشريعة الإسلامية وقيادتها، ومستقبل الشريعة الإسلامية والسيادة القانونية لها القريبة، والطريقة النافعة لدراسة الشريعة، وغير ذلك من النقاط التمهيدية لما لها دور مهم في تهيئة القارئ لهذا المدخل. ثم قسم المؤلف كتابه إلى قسمين أساسين، القسم الأول في تعريف الشريعة الإسلامية وخصائصها والفقه الإسلامي وتاريخه ومدارسه ومصادره، فالباب الأول يتناول موضوع تعريف الشريعة والفقه وفيه خمسة فصول؛ والباب الثاني يتحدث عن أدوار الفقه، وفيه سبعة فصول؛ والباب الثالث يتناول مصادر الفقه، وفيه فصلين؛ أما القسم الثاني فيتناول دراسة بعض النظم القانونية في الفقه الإسلامي، فالباب الأول يتناول نظام الملكية، وفيه ثلاثة فصول؛ أما الباب الثاني ففي نظرية العقد، وفيه سبعة فصول؛ والباب الثالث في الجرائم والعقوبات؛ والباب الرابع ففي الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام، وقد ضم المؤلف هذا الباب حديثا في تلك الطبعة المنقحة التي بين أيدينا. ويتسم الدكتور زيدان بحسن التبويب والترتيب كما يتميز بالإحاطة بالمقصود والشرح المفهم المبلغ والصياغة العلمية الدقيقة في منهجيته، مما دفع جامعات كثيرة في بلدان عديدة لتقريره ضمن مناهجها وتدريسه، بالإضافة إلى شمولية البحث وتعزيزه بالأمثلة العملية كتطبيق على النظريات التي يقوم بمناقشتها وطرحها في بحثه، وتحليله الجيد لتلك الأمثلة. والكتاب وإن ظهرت بعده كثير من الدراسات بنفس العنوان، إلا أنه من أوائل ما كتب في هذا الموضوع ولا زال يتبوأ مكانة متميزة وسط نظائره من الكتب.