هذا الكتاب على صغره يقدم للقارئ - كما هو اسمه - مفاهيم أساس لدراسة السيرة النبوية ومرتكزات هامة يغفل عنها كثير ممن يعرض لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. والمؤلف باحث وداعية معروف له العديد من المقالات والكتابات في الفكر والشريعة. وقد حظي الكتاب بتزكية الدكتور محمد صامل السلمي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى حيث راجعه وصوبه، وبدأه الكاتب بمقدمة تشمل بيان أهمية وضع ضوابط لقراءة السيرة النبوية، ينعي فيها على من يتنادون للإصلاح الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي مدعين الانتساب للدين وهم بمعزل عن الهدي النبوي، حتى إن العلمانيين ومن بذروا بذور العلمانية في عالمنا الإسلامي كـ "طه حسين" و"رفاعة الطهطاوي" قد كتبوا في السيرة النبوية. وهذه طريقة أهل الأهواء والبدع الذين يعتقدون ثم يستدلون، أو الذين يذهبون إلى النصوص ليأتوا بها على هواهم. ويؤكد كاتبنا على أن الخلفية الفكرية للكاتب أو المتحدث تنعكس على أفكاره المكتوبة أو المقروءة ولا بد، فرأينا ـ ممن يتكلمون في السيرة من دعاة الصحوة الإسلامية المباركة ـ مَنْ لا يرى في السيرة النبوية إلا السيف والجهاد، ومنهم مَنْ لا يرى إلا الأشخاص، ويحاول أن يُصوِّر الأمر على أنه بطولات شخصية، وتنحصر رؤيته في عبقرية الشخص، وتوصيف الحدث، دون ربطه بغيره أو النظر إلى فقه الحدث وما فيه من التشريعات. لهذا كله كان لا بد من وضع ضوابط لدراسة السيرة النبوية.وقد جاءت الضوابط غاية في الأهمية لتشمل: أهمية دراسة السيرة النبوية، السيرة النبوية وصحة المصادر، شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم المفترى عليه، البعثة المحمدية (السيرة النبوية) حلقة من حلقات الدعوة إلى التوحيد، لم يبعث رسول الله للعرب فقط، حال البشرية قبل البعثة المحمدية، طبيعة الخطاب الدعوي في مكة - وحدة الأهداف والمنطلقات -، أساس الخلاف بين الرسالة والجاهلية، الملأ ودورهم البارز في التصدي للدعوة، الدعوة الإسلامية والخصوصية في المفاهيم والتصورات، الدعوة الإسلامية دعوة عملية وليست مفاهيم نظرية فحسب. والبحث كما هو ظاهر يعتني فيه كاتبنا بالبعد العقدي والفكري ويكشف انحرافات المستشرقين وأذيالهم في تعرضهم للسيرة. ويؤكد على مفاهيم الإيمان والولاية والحكم والتشريع ونحوها من أصول الاعتقاد - في مقابل نظرة أهل الإرجاء وغيرهم من أهل البدع للسيرة والتشريع.