أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير نوقشت في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وقد دفع الكاتب إلى التصنيف في هذا الموضوع عدم وجود مؤلَّف جامع لطريقة أهل السنة في الاستدلال على مسائل الاعتقاد على الرغم من أهمية هذه القضية التي تتمثل في وجود منهج متميز لدى أهل السنة في الاستدلال على أمور الشريعة عامة وعلى مسائل الاعتقاد خاصة، وهو ما باين بينهم وبين غيرهم من الفرق والنحل الأخرى. ومن ثم كان هدف الكاتب أن يجمع هذا المنهج في مصنف واحد مع بيان أهمية تحديد المنهج للتفريق بين أهل السنة وغيرهم؛ إذ إنه باختلافه اختلفت القضايا والمسائل التفصيلية بالتبع، وبتحديده يتبين معيار الانتساب إلى أهل السنة. أما عن محتوى الكتاب فقد في ثلاثة أبواب؛ تحدث المؤلف في الباب الأول عن المصادر التي يستقي منها أهل السنة مسائل الاعتقاد، وقسمها إلى مصادر رئيسة، وأخرى ثانوية، وهي على النحو الآتي: القرآن، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة. والباب الثاني في قواعد الاستدلال، ويتضمن عشر قواعد، هي بمثابة المعالم الرئيسة لمنهج أهل السنة في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة، وهي التي تمايز بينهم وبين غيرهم من فرق الضلال وطوائف الابتداع. والباب الثالث بعنوان: لوازم منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، تحدث فيه المؤلف عن موقف أهل السنة من التأويل والتفويض والمنطق الأرسطي والكشف والرؤى، ثم تناول فيه قواعد في الرد على المخالفين ودحض شبهاتهم. وقد التزم الكاتب في أسلوب كتابه ببعض الضوابط؛ فإنه إذا أضاف قولا إلى طائفة ما فهذا لا يعني أن كل أفراد هذه الطائفة يقولونه ويعتقدونه، بل هو المشهور عنهم الذي صار شعارا لهم. ثم إنه يكتفي بعزو الحديث إلى الصحيحين أو أحدهما إن كان فيهما، أما إن كان في غيرهما فإنه يتوسع في تخريجه، إضافة إلى ترجمة الأعلام وشرح غريب الألفاظ. ويميز الكتاب ما ذيل به البحث من فهارس تفصيلية تضمنت فهرس الآيات وفهرس الأحاديث والآثار وفهرس الألفاظ الغريبة وفهرس الأبيات الشعرية وفهرس الأعلام المترجم لها وفهرس الفرق والطوائف وفهرس المراجع والمصادر وأخيرا فهرس الموضوعات.