منهج النبي في الدعوة من خلال السيرة الصحيحة
محمد أمحزون
منهج النبي في الدعوة من خلال السيرة الصحيحة
نبذة عن الكتاب

يتناول هذا البحث القيم بالدراسة والتحليل منهج النبي صلى الله عليه وسلم في بناء أسس الدولة، من خلال عرض السيرة النبوية الصحيحة في مرحلتيها المكية والمدنية. وقد قسم الكاتب - وهو الأستاذ في التاريخ الإسلامي ذو المنهج السني الواضح - إلى بابين: الفترة المكية والفترة المدنية. ثم درس خصائص كل فترة من أربع جهات (فصول): في مجال المعرفة، في مجال التربية، في مجال التخطيط، في مجال التنظيم. ففي الفترة المكية تضمن مجال المعرفة العلم بالعقيدة، والعلم بالسنن الربانية، والعلم بمقاصد الهجرة وأهدافها. وتضمن مجال التربية التربية بالأحداث، التربية بأعمال القلوب، التربية بالأخلاق، تكوين القاعدة الصلبة نتيجة للتربية الشاملة، الثبات على المبدأ ورفض المساومة عليه. وفي مجال التخطيط استعرض الخطة النبوية في كل من المرحلة الأولى، والثانية، والثالثة. وفي التنظيم نرى الدعوة السرية، تربية الفرد في إطار الجماعة، إدارة الدعوة. أما في المرحلة المدنية فقد بين خصائصها في مجال المعرفة حيث تمثلت في الحركة العلمية، العلوم التي عني بها المسلمون، فقه أحكام الشريعة. وفي مجال التربية نرى التربية بالأحداث، التربية بأعمال القلوب، التربية بالأخلاق. وفي مجال التخطيط جاءت خطة مراحل تشريع الجهاد، خطة إدارة الصراع في مواجهة المشركين، البعد الإستراتيجي لخطة النبي في مواجهة الروم البيزنطيين والتمهيد لفتح بلاد الشام، مراعاة الظروف المتغيرة في رسم الخطط الأمنية والاقتصادية. وأخيرا في مجال التنظيم نرى التنظيمات الاجتماعية، التنظيمات الإدارية والسياسية، التنظيمات الحربية، التنظيمات المالية، التنظيمات العمرانية. والكتاب كما يظهر من عناوينه ذو توجه دعوي حركي إحيائي، يربط فيه المؤلف بين مرتكزات العقيدة الحية في السيرة وبين جهود الجماعة السملمة الأولى لتأسيس الدعوة والدولة وفق خطوات منهجية مرحلية واضحة. وقد عزا فيه إلى مائة وسبعين مرجعا شملت مدونات السنة ومصادر السيرة وكتب العقيدة والفكر والدعوة وغيرها. كما أنه يتحرى المرويات الصحيحة والحسنة وفق منهج حديثي في نوع تساهل. وقد تميز أسلوبه بالعرض التحليلي الذي نتلمس فيه عبق التاريخ وروح المعاصرة، ويوضح من خلاله كيف غرس النبي صلى الله عليه وسلم مفاهيم الإيمان في النفوس وتأصيل الفكر الإسلامي في المسلمين بعيدًا عن تقديس الأشخاص، وذلك من خلال مناهج علمية مؤهلة تقودهم إلى فهم واع وموضوعي مسدد بالوحي، قوامه الوسطية والاعتدال، يستطيع من خلاله كل مسلم الصمود أمام الإغراءات والتحديات ويقدم كذلك رؤية واضحة وناضجة لواقع الأمة الإسلامية السياسي والاقتصادي والاجتماعي وسبل النهوض بها . ويؤكد الكتاب على أن المنهج النبوي في الدعوة هو المنهج الذي ارتضاه الله عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته منذ البعثة النبوية حتى التحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، هذا المنهج الذي أقل ما يوصف به أنه شامل متكامل يستقصي جميع قضايا الدعوة علمًا وعملاً وفكرًا وسلوكًا وعقيدة وشريعة، يتعامل مع الواقع بالمعرفة العميقة والفحص الدقيق من أجل إصدار الحكم الصحيح.