يصنف هذا المتن ضمن كتب فروع الفقه على المذهب الشافعي. وهو في حقيقته من أشهر المتون المختصرة في الفقه الشافعي؛ وقد اشتهر بمتن أبي شجاع أكثر من اشتهاره بعنوانه نفسه وهو "الغاية والتقريب". ويقول الماتن عما دعاه للتصيف: "سألني بعض الأصدقاء حفظهم الله تعالى أن أعمل مختصرا في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمة الله تعالى عليه ورضوانه في غاية الاختصار ونهاية الإيجاز". ثم يبين الهدف من كتابه فيقول: "ليقرب على المتعلم درسه، ويسهل على المبتدئ حفظه". وبالفعل فإن الكتاب يعد أكثر كتب الشافعية تداولا بين الطلاب. وتبدو أهمية المتن أنه بالرغم من صغر حجمه وقلة لفظه، فقد كثر معناه، ولذلك اعتنى به العلماء شرحا وتعليقا ونظما وتدريسا. ومن أبرز ما يميز أسلوب الكتاب ما ذكره المصنف في مقدمته: "وأَنْ أُكثر فيه من التقسيمات وحصر الخصال". ومن ثم فقد جاء الكتاب حسن التقسيم إلى كتب وأبواب وفصول، واحتوى على الراجح في المذهب دون ذكر الأدلة، مع الاعتناء بتقديم الأنواع بعددها؛ كـ"المياه التي يجوز التطهير بها سبع مياه"، و"شرائط وجوب الجهاد سبع خصال"، و"الوارثون من الرجال عشرة"، و"لا يجوز أن يلي القضاء إلا من استكملت فيه خمس عشرة خصلة". و أما عن محتوى الكتاب فإنه يتضمن ستة عشر كتابا هي: الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج، البيوع وغيرها من المعاملات، الفرائض والوصايا، النكاح وما يتعلق به من الأحكام والقضايا، الجنايات، الحدود، الجهاد، الصيد والذبائح، السبق والرمي، الأيمان والنذور، الأقضية والشهادات، العتق. ولعله اختصر عدد الأبواب لجمعه بين المتشابهات في باب واحد، وإلا فإنه أحسن في جمع مسائل المذهب ولكن على نحو مختصر. ومما يؤخذ على الكتاب أنه لا تخلو بعض أحكامه من الضعف، وبعض شروطه من النقص، وبعض ألفاظه من اللبس. ولهذا المتن شروح كثيرة؛ منها: "كفاية الأخيار" للعلامة تقي الدين الحصني، و" تحفة اللبيب" للإمام ابن دقيق العيد، و" فتح القريب" لابن قاسم، و"الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" للخطيب الشربيني، و"تحفة الحبيب على شرح الخطيب = حاشية البجيرمي" لسليمان البجيرمي، و"حاشية البيجوري على ابن قاسم" للشيخ إبراهيم البيجوري، و" النهاية في شرح الغاية" للعلامة ولي الدين البصير، و"فتح الغفار بكشف مخبآت غاية الاختصار" لأحمد بن قاسم، و"التذهيب" لمصطفى البغا، و"تقريب متن الغاية والتقريب" للشيخ صفاء الدين العراقي، و"تشجير متن ابي شجاع" لعماد علي جمعة، و"تشجير وتعليق على متن أبي شجاع" لعمر عبد الله كامل.