محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية - الدولة العباسية
الخضري
محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية - الدولة العباسية
نبذة عن الكتاب

للكتاب الذي ألفه الشيخ محمد الخضري بك - المؤرخ ومدرس التاريخ بالجامعة المصرية - أهمية كبيرة حيث قررت غالبية الدول العربية والإسلامية تدريسه في جامعاتها. وهو الجزء الثاني من سلسلته "محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية" حيث يتناول فيه تاريخ الدولة العباسية في المشرق (132هـ-656هـ)، وقد بقي البيت العباسي بعد ذلك له اسم الخلافة بمصر إلى سنة 923م، ولكن المؤلف لم يسر معهم من العراق إلى مصر، وأبقى تصاريف أحوالهم هناك إلى تاريخ مصر لما بين التاريخين من ارتباط.وقد اجتهد المؤلف في تصوير أحوال العباسيين السياسية من مبتدأ خلافتهم على أيدي دعاتهم بخراسان والعراق إلى منتهاها على يد هولاكو خان المغولي حفيد جنكيزخان، مبينا تلك الحال في أدوار الدولة المختلفة من قوة وضعف مع توضيح الأسباب التي رفعت هذه الدولة إلى الذروة العليا من سعة الملك ونفوذ الكلمة، والأسباب التي نزلت بها إلى الحضيض من ضيق رقعة الملك وسقوط الهيبة وضعف النفوذ، مختتما حديثه عنها بفضل إجماله تلك الأسباب، تاركا تاريخها العلمي لما رأى في جعل ذلك في محاضرات خاصة تنتظم تاريخ الإسلام العلمي كله لارتباط بعضه ببعض. وقد حاول المؤلف الإحاطة بكل جوانب حياة الخلفاء العباسيين واحدا تلو الآخر، فذكر كل خليفة وذكر معه من كان متغلبا على إقليم من الأقاليم الإسلامية، وذكر في عهد كل خليفة نبذة مختصرة عن الدولة تتناول نشأة الدولة والمدى الزمني الذي استغرقته وأسماء ملوكها ليقدم للقارئ صورة مجملة وواضحة عن الرقعة الإسلامية على مدى العصور. وقد وقد عني الكاتب بالبيت العلوي الذي ظل ينافس العباسيين من البداية إلى النهاية، فذكر أحوال طوائفهم الكبرى الثلاث: الزيدية، والإمامية الاثنا عشرية، والإمامية الإسماعيلية، والدور الذي لعبته كل واحدة في أنحاء العالم الإسلامي. كما بين مؤرخنا الملوك الذين عاصروا الحكم العباسي لا سيما أولئك الذين كانت لهم صلات بدولة المشرق كملوك الروم وملوك فرنسا. ويتميز الكتاب بأسلوبه العلمي الرائق مع سرد التفاصيل بغير إملال، واعتداله في وصف الأحداث والوقائع في الجملة، لكن يعوزه ذكر المراجع والعزو إليها.