مختصر القُدوري "الكتاب"
القدوري
مختصر القُدوري "الكتاب"
نبذة عن الكتاب

يعد كتاب "مختصر القدوري" أو "المختصر في فروع الحنفية" أو "الكتاب" من أهم وأشهر متون الفقه الحنفي المعتمدة، وهو لشيخ الحنفية أبو الحسين أحمد بن محمد البغدادي القدوري، انتهت إليه بالعراق رئاسة الحنفية، وكان صدوقا، حسن العبارة، جريء اللسان، مديما للتلاوة، وهذا الكتاب من أشهر كتب القدوري، وهو أيضا من الكتب المعتمدة في فقه أبي حنيفة، واشتهر باسم "الكتاب" فإذا أطلق لفظ "الكتاب" عند الحنفية ينصرف إليه، كما إذا أطلق لفظ "الكتاب" عند النحاة ينصرف إلى كتاب سيبويه، ولم يفصح القدوري عن منهجه أو سبب تأليفه للكتاب، ولكن المستقرئ للكتاب يدرك أن الإمام قد جمع في كتابه المسائل المحتاج إليها وما يكثر وقوعه، وهذا في زمانه، مع ذكر القول المعتمد والمختار للفتوى، وقد اشتمل الكتاب على ستة وخمسين كتابا بدأها بالطهارة وختمها بالفرائض، وتناول خلالها كل أبواب الفقه تقريبا، وأشار البعض إلى أنه اشتمل على اثني عشر ألف مسألة. ويتميز هذا المتن بوضوح اللفظ وسلاسة العبارة وسهولة الأسلوب، وهو غالبا ما يقارن بين أقوال الإمام وصاحبيه وقد يذكر قول زفر أحيانا، وهو مختصر خال من الأدلة إلا ما افتتح به كتابه، وإن كان يومئ للأدلة إيماء. وهذا المتن يعد من أشهر متون الحنفية وأكثرها تداولا بينهم، ولهذا كان موضع عناية العلماء، فتناولوه بالشرح والإيضاح والاختصار والنظم، وأثنى عليه العلماء كثيرا، ومن ذلك قول الإمام حسام الدين الرازي: (لا غُنية للمبتدي عن دراسته وقراءته، ولا مندوحة للمنتهي عن مراجعته ومطالعته)، وقد بذل المحقق جهدا في ضبط النص وتشكيل المشكل منه أو ما يحتاجه المتوسط إلى معرفة ضبطه، كما قام بتفقير النص إلى فقرات مرتبة، تساعد على فهمه وظهوره، كما قام بتقسيم مسائله لتكون أسرع فهما وأسهل ضبطا.