يعد هذا البحث الذي كتبه الداعية والأكاديمي د. سليمان بن حمد العودة، أستاذ التاريخ بجامعة القصيم، من المداخل الجيدة لدراسة السيرة النبوية، حيث كان الباعث على كتابته ما لمعرفة تاريخ الإسلام بشكل عام، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على الخصوص، من أهمية بالغة، فقد كان السلف يقدرون لهذه السيرة قدرها، وكانت تعقد مجالس التدريس، وكان الناس يحفظونها كما يحفظون السورة من القرآن.ونظرا لعناية المؤلف بالسيرة النبوية - وهو صاحب رسالة الدكتوراه حول مقارنة السيرة النبوية من الصحيحين بسيرة ابن إسحاق - واشتغاله بها، فقد نبه في بداية كتابه على ذلك وذكر أن الأخبار تدل على أن كثيرا من الصحابة - رضوان الله عليهم - قد دونوا أخبار سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومغازيه، وأولوها عناية خاصة، وكانوا يعلمونها لتلاميذهم. وهذا دليل على رصد أهمية الأحداث، وهو وعي مبكر لحفظ هذه اللقاءات مع رسول الله. ومما يؤكد أهمية هذه السيرة وحاجة الناس إليها أمر الخليفة عمر بن عبد العزيزلعاصم بن عمر بن قتادة أن يجلس في جامع دمشق فيحدث الناس بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقب أصحابه. وقد تناول المؤلف المباحث التالية: خصائص سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أهمية دراسة السيرة النبوية وأهدافها، أهل الكتاب والبعثة، فقه المرويات وعبرها، أدب المعاملة وأساليب التربية في السيرة النبوية، النبي الأمي الحدث والعبرة.