الكتاب جاء بداية لـ "سلسة التاريخ الإسلامي للبراعم المسلمة" التي لم تكتمل، وقد قام على إعداده د. جمال عبد الهادي و د. وفاء رفعت و ا. علي لبن، وللأولين مؤلفهم المشهور "سلسلة أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ"، وتجمع كتاباتهم بين التأصيل التاريخي والخطاب الدعوي التربوي. وقد قدم بمقدمة بين فيها تاريخ الأمة المسلمة الواحد، ورسالة الأنبياء المتصلة لتحقيق العبودية لله في الأرض.وجاء محتوى الكتاب على هيئة أربعة لقاءات، كل لقاء هو حوار بين والد وأولاده الأربعة (أحمد، محمود، أسامة، إيمان)، يتبعه أسئلة على اللقاء ثم مراجع اللقاء.وقد جاء اللقاء الأول متضمنا الحديث عن الدولة والخلافة، سمت الدولة الإسلامية على عهد آل عثمان، نفي التعصب عن العثمانيين، أمن أهل الكتاب على عقائدهم وبيعهم وأموالهم، دور أعداء الأمة في إحياء العصبية والقومية، دور جمعية الاتحاد والترقي. واللقاء الثاني تضمن تشكيل الهيئة الدينية للإفتاء، وانصياع السلاطين العثمانيين لأحكام الشريعة الإسلامية، دور الهيئة الإسلامية في الرتبرية والتعليم، دور المسجد في حياة الأمة، دور الفتوحات العثمانية في نشر الإسلام وتحقيق الأمن لنصارى أوربا، الدولة العثمانية وتيسير سبل الحج، تربية الشباب المسلم على حب الجهاد والشهادة. وتضمن اللقاء الثالث المؤامرة الأوربية لإسقاط الخلافة ودور مؤتمر كامبل بانرمان والتنظيمات السرية - تنظيم تركيا الفتاة والاتحاد والترقي - والبعثات التنصيرية والجمعيات الأدبية والعلمية في هذا السقوط، وعداء أوربا النصرانية للإسلام وأهله، وجهود السلطان عبد الحميد في مدافعة هذه المؤامرات، وجهوده في مد خط السكة الحديد المدينة المنورة إلى بلاد الشام. واستكمل اللقاء الرابع حديثه عن السلطان أورخان وحبه للجهاد، وردفرية ضريبة الغلمان.ويتميز الكتاب بسهولة الأسلوب واستخدام الحوار في عرض الملامح التاريخية للدولة العثمانية. وقد عزا للكثير من المراجع، وقرر كثيرا من مفاهيم الإسلام الصافية، على أنه لم يتطرق لجوانب الضعف في هذه الحقبة المباركة وأثرها في سقوط الدولة.