شرح العقيدة الطحاوية
ابن أبي العز الحنفي
شرح العقيدة الطحاوية
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب هو للشيخ العلامة الدمشقي ابن أبي العز قاضي دمشق الحنفي المذهب. وهو شرح لمتن الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي في العقيدة والذي يعد من أشهر المتون العقدية، وهو المشهور باسم "العقيدة الطحاوية". وقد جمع فيه مصنفه عقيدة أهل السنة والجماعة فأوجز وكفى، وحظي بالقبول فتتابع عليه طلبة العلم حفظا، والعلماء شرحا ونظما. وقد قال العلامة ابن بدران مبينا أن العقيدة الطحاوية هي عقيدة السلف: "وقد بنى أبو جعفر الطحاوي عقيدته على ما رواه عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت... وصرح بأنه نقل عنهم ما يعتقدون في أصول الدين ويدينون به رب العالمين، وعقيدته هذه سلفية محضة". ولمتن العقيدة الطحاوية شروحات عدة من بينها هذا الشرح الذي بين أيدينا، ومع كثرة شروحاته إلا أن شرح ابن أبي العز الحنفي قد انتشر وعم نفعه وكتب الله له القبول فطبع مرارا وعني به طلبة العلم والمعلمون، ودرس في المساجد والجوامع، واحتفى به العلماء والباحثون، فمنهم من هذبه واختصره، ومنهم من علق على مواطن منه، ومنهم من حققه وخرج أحاديثه وآثاره. ويتناول الشرح الموضوعات الرئيسة للعقيدة الإسلامية: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. ويتضمن الشرح تفسيرا مفصلا للمفاهيم والمصطلحات العقدية. ويتميز شرح ابن أبي العز بأنه على طريقة السلف الصالح، وأن فيه من البسط والبيان ما ليس في سائر الشروح الأخرى، كذلك استوعب - بالجملة - أصول الدين في المسائل والدلائل؛ ففيه تفصيل دقيق وتحرير عميق لمسائل التوحيد والنبوة والمعاد، وسائر مسائل الاعتقاد. كذلك أظهر طريقة أهل السنة في التلقي والاستدلال، كما في تقريره تقديم النقل على العقل عند توهم التعارض بينهما، وقبول خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد. ومثلما تضمن الشرح تقريرا وتأصيلا لمذهب السلف، ففيه أيضا الرد على المخالفين ومناقشتهم، والرد على الفرق كـالخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، وغيرهم، وأيضا الرد على مسلك التخييل عند الفلاسفة، والتجهيل عند المفوضة، والشطح عند المتصوفة، والتأويل الفاسد عند المتكلمة. وقد ضم هذا الشرح خلاصة متينة لما حرره ابن تيمية في موسوعاته ومجلداته، ومعظم الشرح منقول من كلام ابن تيمية في مواضع متعددة من مجموع فتاويه بنصه، ولا شك أن كلام ابن تيمية أكسب الكتاب هذه الأهمية وتلك الشهرة، وعموما فإن كل من كتب في اعتقاد السلف بعد ابن تيمية - ومنهم ابن أبي العز - فإنما نقل عنه واستفاد منه. وقد أحسن الشارح في سبْك هذه النقول وصياغتها، وفق ترتيب بديع، ونسق سديد.ويؤخذ على المتن متابعته لمذهب مرجئة الفقهاء في الإيمان، كقوله (والإيمان واحد وأهله في أصله سواء..)، ومن المعروف أن الإمام الطحاوي رحمه الله حنفي المذهب يقول بقول أبي حنيفة في الإيمان. غير أن ابن أبي العز رحمه الله في شرحه بين ذلك وذكر أن الخلاف بين أبي حنيفة وأهل السنة خلاف لفظي. كما تعقب ابن أبي العز الألفاظ الأخرى التي هي على خلاف مقالات أهل السنة، كقوله: (قديم بلا ابتداء) ونحوها.