يعد متن "الورقات في أصول الفقه" للعلامة إمام الحرمين الجويني المتوفى 478هـ، من أشهر المتون في أصول الفقه، وهو رسالة مختصرة نافعة للمبتدئين، وقد اهتم به العلماء فتناولوه بالشروح والحواشي والنظم، ومن ذلك هذا الشرح الوجيز الذي بين أيدينا للشيخ الفوزان. والشيخ عبد الله بن صالح الفوزان له جهد بارز في الشرح والتدريس في المساجد والمؤسسات العلمية، ومن ثماره هذا الشرح؛ إذ أن أصله دروس ألقاها الشيخ على طلبة العلم، ثم رغّب إليه بعضهم القيام على طباعتها لما فيه من المزايا فلبى طلبهم، ثم قام بتحسين وتجويد الشرح المطبوع، وقد صدّر الشارح كتابه بمقدمة، ثم ذكر ترجمة إمام الحرمين من سير الأعلام للذهبي، ثم ذكر المتن كاملا، ثم ذكر مبادئ علم أصول الفقه، ثم تناول المتن بالشرح، مثبتا المتن بين قوسين، وملتزما بالترتيب وبالمسائل الواردة به وبمنهجه قدر المستطاع، مضيفا إليه بعض الزيادات، ولكنه لا يفرع على المتن كثيرا، وهو ما يتناسب مع مراد الشارح بأنه شرح وجيز، وقد بذل في هذا الشرح جهدا في تيسير وتسهيل العبارة، مع إيضاح أقوال أئمة السلف وأهل السنة، وذكر الأمثلة المقربة للمعنى من الكتاب والسنة الصحيحة. وقد اشتمل المتن وشرحه على التعريف بمعنى أصول الفقه وأنواع الأحكام، ثم التعريف ببعض مصطلحات علم الأصول، ثم تناول أبواب أصول الفقه والمتضمنة لأقسام الكلام، والأمر والنهي، والعام والخاص، والمجمل والمبين، والظاهر والمؤول، والأفعال، والناسخ والمنسوخ، والإجماع، والأخبار، والقياس، والحظر والإباحة، وترتيب الأدلة، وصفة المفتي والمستفتي، وأحكام المجتهدين. وقد ختم الشارح الكتاب بذكر أهم المراجع، مع إثبات فهرس تفصيلي بالأبواب وأهم المسائل. والكتاب وإن صدرت طبعته الأولى عام 1413هـ، ثم توالت الطبعات بعد ذلك، إلا أن الشارح قد أصدر طبعة أولى جديدة عام 1429هـ أضاف فيها بعض التعليقات والتهذيبات والفوائد، كما ضبط المتن فيها بالشكل.