يأتي كتاب "شرح عمدة الفقه" في ثلاث مجلدات كبار للشيخ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين، وهو شيخ له باع في الشرح والتصنيف، وقد بذل في شرحه على العمدة جهدا واضحا في شرح عبارات المؤلف، كما ذكر دليلا لكل مسألة ذكرها المؤلف أو أكثر عند الاقتضاء، وكتاب "عمدة الفقه" جاء على القول المعتمد لدى الحنابلة، وهو من الكتب التي اقتصرت على رواية واحدة، وذلك تيسيرا على المتلقي، والشارح من جهته لم يذكر الخلاف إلا في المسائل التي ظهر له فيها رجحان قول آخر غير المذكور في العمدة، مع ذكر أقوى الأدلة في هذا الترجيح، وقد أشار الشارح إلى أن مسائل الكتاب بلغت (3105) مسألة، بينما بلغت المسائل التي خالف الشارح فيها صاحب العمدة في الترجيح (305) مسألة، وقد قام الشارح بترقيم مسائل الكتاب بأرقام متسلسلة، ووضع كلام العمدة باللون الأحمر وبين قوسين، ومن جهة أخرى فقد اهتم الشارح بذكر الإجماع في كل مسألة ذُكر فيها إجماع أهل العلم ولم يقف على مخالف فيها، كما أشار للخلاف الشاذ في المسائل إن وجد. وقد ظهرت بصمة الشارح في إضافته للمسائل المعاصرة والتي تجددت في هذا الزمان مع تطورات الحياة وتعقيداتها، وقد دمج هذه المسائل في مواطنها من الشرح، وأشار إلى قرارات المجامع الفقهية ومؤسسات الإفتاء وأقوال المعاصرين في هذه المسائل، وقد أحصاها المصنف في (925) مسألة، وميزها في الفهرس باللون الأحمر ليسهل الرجوع إليها. والشارح كما اجتهد في الشرح اجتهد في الحاشية أيضا؛ حيث قام بتخريج الأحاديث والآثار وذكر مواضعها من كتب السنة، وتكلم عن أسانيدها وعلى درجتها من الصحة وما قيل فيها من القبول أو عدمه إن كانت في غير الصحيحين، كما ذكر في الحاشية الجواب عن الأقوال التي رأى عدم رجحانها وناقش أدلتهم في أعلب المسائل التي خالف فيها الشارح صاحب العمدة. وقد أثنى على هذا الشرح العلماء المعاصرون، وممن قرأ الكتاب وقدم له الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، وهو من شراح العمدة أيضا وممن استفاد منه الشارح هنا في شرحه.