هذا الكتاب هو شرح لكتاب "قواعد الأصول ومعاقد الفصول" للعلامة صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق القطيعي الأصل، البغدادي الحنبلي الفقيه الفرضي الأصولي المتفنن. شرحه العلامة سعد بن ناصر الشثري. وقواعد الأصول هو مختصر لكتاب ابن عبد الحق "تحقيق الأمل في علمي الأصول والجدل"، مجرد من الدلائل من غير إخلال بشيء من المسائل، إذ اختصر فيه المسائل مقتصرا على القول الراجح وذكر الخلاف المشهور، ولا يحتاج إلى الاستدلال، وقد يمثل في بعض الأحيان. والكتاب ينقسم إلى ثلاثة أبواب: الأول في الحكم ولوازمه، والثاني في الأدلة، والثالث في الاجتهاد والتقليد. وكتاب قواعد الأصول يعد من أنفع المختصرات في أصول الفقه عند الحنابلة، وقد أثنى عليه العلماء قديما وحديثا، فهو يمتاز عن غيره من المختصرات بوضوح العبارة وسلامتها من التعقيد الذي قد لا تخلو منه معظم المتون في هذا الفن، وأنه مع إيجازه فقد عني بالمسائل الأصولية التي يحتاجها الفقيه وأغفل ما لا تعلق للأصول به من مباحث علم الكلام وآراء المتكلمين، كما أنه جرى في ترتيبه وأسلوبه على منهج فريد يختلف عن غيره من كتب الحنابلة خاصة وغيرها عامة، ففيه من التعريفات والتقسيمات ما بدون في غالب المتون. وقد زعم بعض المعاصرين (في معالم أصول الفقه) أن مؤلفه تابع فيه "روضة الناظر" وأنه نسخة مصغرة عنه، وهو غير صحيح، لاختلاف الكتابين في المنهج والعبارة. وأكمل طبعاته طبعة جامعة أم القرى بتحقيق د. علي الحكمي. وقد شرحه الشيخ الشثري وغيره، كالفوزان وابن عثيمين، وشرح الشيخ الفوزان أعلى من شرح الشثري، لمراجعته ما جمع من الشرح المسموع وترتيبه وتهذيبه وإكماله، بخلاف شرح الشثري فقد جمع من مسموعاته رأسا بغير مراجعة من الشيخ فيما يبدو.ويتميز شرح الشثري عموما بأمور: أنه يتكلم في العلم على طريقة الأصوليين وبلسان حالهم وفنهم، ويبدو عليه الاستقراء التام في هذا الفن، وهو كذلك يفرق ويهتم بالمسائل التي مآلها أو منشؤها قول أهل البدع فيميز بين تعريفاتهم وآثارها، ومن المعلوم أن هذا كان منزلا خطرا أورد الكثير من الأصوليين المعاصرين المزالق، ثم هو يجيد التمثيل وفن الاستشكال، ويأتي بأمثلة جديدة. والشيخ مشهور بتمكنه وتفننه في عدة علوم، وشروحه جمعت بين الاختصار، وحسن العرض والتقسيم، مع التنبيه على المنزع العقدي لبعض المسائل الأصولية، ومحافظته على لغة العلم.والكتاب مرحلة هامة لطالب علم الأصول، إذ يوصون الطالب بالتدرج فيبتدئ بشرح الفوزان على الورقات أو شرح ابن عثيمين على نظم الورقات، ثم شرح قواعد الأصول للفوزان، ثم شرح الطوفي على مختصر الروضة، وبعدها يعتمد الطالب مختصر التحرير وشرحه وأصله.