هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومؤلف رسالة حصن المسلم. وقد تمت مراجعة هذا الكتاب من قبل العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله. وقد دفع الشيخ لتأليف هذا كتاب عظم قدر أسماء الله الحسنى وأهمية فهمها وتدبرها وأثرها في إيمان الفرد، وبين المؤلف أن معرفة أسماء الله عز وجل ثلاث مراتب: إحصاء ألفاظها وعددها، وفهم معانيها ومدلولها، ودعاء الله بها، وأن معرفة أسماء الله الحسنى تتضمن أنواع التوحيد من توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. والكتاب يحتوي بعد المقدمة على خمسة عشر مبحثا، وهي: المبحث الأول أسماء الله تعالى توقيفية؛ والمبحث الثاني عن أركان الإيمان بالأسماء الحسنى؛ والمبحث الثالث يتناول أقسام ما يوصف به الله تعالى؛ والمبحث الرابع هو دلالة الأسماء الحُسنى ثلاثة أنواع؛ والمبحث الخامس عن حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى؛ والمبحث السادس عن إحصاء الأسماء الحسنى أصلٌ للعلم؛ والمبحث السابع هو أسماء الله تعالى كلها حُسنى؛ والمبحث الثامن أسماء الله تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده بل مقرونا بمقابله؛ والمبحث التاسع من أسماء الله الحُسنى ما يكون دالا على عدة صفات؛ والمبحث العاشر هو الأسماء الحُسنى التي ترجع إليها جميع الأسماء والصفات؛ والمبحث الحادي عشر هو أسماء الله وصفاته مختصة به واتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات؛ والمبحث الثاني عشر بعنوان أمور ينبغي أن تُعلم؛ والمبحث الثالث عشر مراتب إحصاء أسماء الله الحُسنى؛ والمبحث الرابع عشر الأسماء الحسنى لا تُحدُّ بعدد؛ وأخيرا المبحث الخامس عشر هو شرح أسماء الله الحسنى بلا تعطيل، ولا تحريف، ولا تكييف، ولا تمثيل. وختم المؤلف بحثه بفتاوى في الأسماء الحسنى للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية. كما اعتنى المؤلف بذكر الدليل مع كل اسم من أسماء الله الحسنى من الكتاب أو من السنة، ثم عرض هذه الأسماء كلها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، فما أقره أثبته المؤلف وما توقف عنه أو نفاه من الأدلة أسقطه المؤلف حتى جمع أكثر من تسعة وتسعين من الأسماء الحسنى بأدلتها الصريحة ثم تخير منها تسعة وتسعين اسما وشرحها شرحا مختصرا إلا في بعض الأسماء فقد أطال الشرح لأن المقام يقتضي هذا، كما نقل الشرح لهذه الأسماء من المصادر المعتمدة وخاصة لأهل التحقيق من أهل السنة كابن تيمية وتلميذه ابن القيم والعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، كما أدرج المصادر والمراجع في نهاية الكتاب. ويتميز الكتاب بسلاسة الأسلوب واللغة فيسهل على القارئ إتمامه، كما أن حجم الكتاب واختصاره مما يثنى عليه أيضا، إضافة إلى التأملات الروحانية وتطرق المؤلف لعديد من الجوانب المتصلة بالأسماء ولم يقتصر فقط على شرح المعاني اللفظية.