هذا الكتاب للدكتور رأفت غنيمي الشيخ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكليات التربية والآداب بالجامعات المصرية والسعودية والقطرية، هو في طبعته الثانية المنقحة والمزيدة مواكبة للفكر التاريخي المتجدد، بعد أن استنفدت الأولى أغراضها في التعريف بالقارة الآسيوية جغرافيا وبشريا وتاريخيا، ويعده مؤلفه كتابا شاملا جامعا لتاريخ كل الأقطار الآسيوية، موجها للدارسين والمهتمين بالدراسات الآسيوية). وقد شاركه في التأليف الدكتور محمد رفعت عبد العزيز والدكتور ناجي هدهود، وهما من الكوادر الجامعية المشتغلة بالتاريخ أيضا. وقد تناول الكتاب تاريخ آسيا الحديث والمعاصر في ستة أبواب: الأول عالج تاريخ أقطار الشرق الأقصى وهي الصين واليابان وكوريا والفلبين وشبه جزيرة الهند الصينية، والثاني تناول أقطار جنوب آسيا وهي الهند والباكستان وأفغانستان وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة. والثالث تناول أقطار شمال آسيا وهي روسيا وأقطار القوقاز. والرابع عالج أقطار العالم التركي الإيراني وهي تركيا وإيران وأقطار وسط آسيا. والخامس تناول الأقطار العربية في آسيا، وهي أقطار الهلال الخصيب (بلاد الشام، العراق، الأردن، فلسطين) وأقطار المربع العربي (السعودية، اليمن، أقطار الخليج). والسادس يتناول أحداثا آسيوية معاصرة.والكتاب ينتهج أسلوب السرد المسترسل للأحداث بغير تكلف ولا إطناب، فيذكر نشأة القطر والمراحل التي تعاقبت عليه وأهم حكامه وأهم التيارات الداخلية والخارجية التي أثرت عليه، إضافة إلى لمحات من السمات الاجتماعية والحضارية المميزة له. ويعنى الكاتب بوصف أحوال الإسلام والمسلمين في القطر الذي يستعرضه، بدءا من كيفية دخول الإسلام عن طريق الفتوحات أو التجار أو غيرها، ونلحظ في أسلوبه بوضوح اعتزازه بالهوية الإسلامية، وذكره مآثر الفتوحات الإسلامية وعظمة الإسلام وسماحته، ودور الحركات الجهادية كجبهة تحرير مورو وغيرها، ونلحظ أيضا الحمية الإسلامية وتسليطه الضوء على الأطماع الاستعمارية والحقد الصليبي وأثر ذلك في الممالك والشعوب، وكذلك دور اليهود - كيهود الدونمة - في النخر في الأمة الإسلامية، وكذلك الظلم والقمع الذي تفرضه الحكومات المعادية للإسلام والمسلمين، كحكومة الصين الشيوعية، وحكومات الهند الهندوسية، إضافة إلى دراسته للنوازل التي ألمت بالمسلمين في الحقبة الأخيرة كأحداث الشيشان وكشمير. وقد استند المؤلف إلى قائمة ثرية من المصادر والمراجع العربية والأجنبية، ومن ضمنها مؤلفات محمود شاكر التاريخية وأبي الحسن الندوي. وقد يؤخذ على الكتاب تباين الأسلوب من فصل لآخر ما بين القوة والضعف، وقد يعزى ذلك لتعدد المؤلفين.