زاد المعاد في هدي خير العباد
ابن القيم
زاد المعاد في هدي خير العباد
نبذة عن الكتاب

سفر عظيم وصفه مؤلفه العلامة ابن القيم بأنه "كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همة إلى معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته وهديه" ونبه على قصده فيه مرارا : "والمقصود التنبيه على هديه واقتباس الأحكام من سيرته، ومغازيه، ووقائعه صلوات الله عليه وسلامه"، جمع فيه فصولا كثيرة في شمائل النبي وهديه وسيرته ومغازيه، مضمنا كتابه مباحث فقهية محققة. وقد افتتحه لمؤلف بمقدمة تكلم فيها على حكمة الله تعالى في الخلق ثم في الاختيار والاصطفاء، تخلص فيها إلى اصطفاء النبي على سائر الخلق، وما يلزم عنه من وجوب محبته وطاعته ومتابعته. ثم عقد فصولا في نسبه وختانه وأمهاته اضنه بعه وأسمائه وأولاده وأعمامه وأزواجه وسراريه ومواليه وخدامه وكتابه وكتبه ورسله ومؤذنيه وأمرائئه وحرسه وشعرائه وخطبائه وحداته وغزواته وسلاحه وأثاثه ودوابه وملابسه؛ ثم أتبعها بفصول في هديه في اللبس والطعام والنكاح والنوم والانتباه والركوب واتخاذ الغنم والرقيق والعقود، وهديه في مسابقته ومصارعته ومعاملته ومشيه وجلوسه وقضاء الحاجة والفطرة وكلامه وسكوته وضحكه وبكائه وخطبته. ثم انتقل إله هديه صلى الله عليه وسلم في العبادات، ثم في الجهاد والمغازي والسرايا والبعوث، ثم في الطب النبوي، ثم في الأقضية والأحكام.والقدر الذي يخص سيرة النبي يقع في المجلد الأول المتعلق بشمائل النبي وهديه، والمجلد الثالث المتعلق بالجهاد والمغازي والسرايا والبعوث.والكتاب كما وصفه المؤلف قد علقه حال السفر لا الإقامة، وقد اقتضاه الخاطر المكدود على عجره وبجره. وهذا الظرف وإن كان يظهر في استرسال المؤلف أحيانا وعدم التشدد في ترتيب القصول وانتظامها، إلا أنه لم يحل بينه وبين أن يعده علم كأبي الحسن الندوي "من أهم كتب الإسلام، الذي يقوم مقام مكتبة بأسرها". إذ قد قصد المؤلف أول الأمر إلى الاختصار، ثم انتهى به الأمر إلى البسط والاستفاضة، حتى تنوعت مسائل الكتاب وتشعبت، وحدث فيها شيء من الترق وشيء من التكرار. وقد اعتمد في فصول الهدي على كتاب "المختصر الكبير" لابن جماعة، ثم اعتمد على كلام شيخه ابن تيمية في الفصول التي تلتها. ويمكن تلخيص منهجه في الكتاب بما أثبته هو حيث قال بعد ذكر مسألة: "وليس مقصودنا إلا ذكر هديه صلى الله عليه وسلم الذي كان يفعله هو، فإنه قبلة القصد، وإليه التوجه في هذا الكتاب، وعليه مدار التفتيش والطلب، وهذا شيء، والجائز الذي لا ينكر فعله وتركه شيء، فنحن لم نتعرض في هذا الكتاب لما يجوز ولما لا يجوز، وإنما مقصودنا فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يختاره لنفسه، فإنه أكمل الهدي وأفضله، فإذا قلنا: لم يكن من هديه المداومة على القنوت في الفجر، ولا الجهر بالبسملة، لم يدل ذلك على كراهية غيره، ولا أنه بدعة، ولكن هديه صلى الله عليه وسلم أكمل الهدي وأفضله، والله المستعان".