هو أحمد عادل كمال، ولد عام 1926 بحي السيدة زينب بالقاهرة، ثم التحق بكلية التجارة بجامعة فؤاد الأول، حيث بدأ حياته الجهادية بالانضمام إلى "النظام الخاص" الذي أسسه الشيخ حسن البنا مرشد جماعة الإخوان المسلمين بقصد المقاومة المسلحة لقوات الاحتلال البريطاني في مصر، وكان الانضمام إلى هذا التشكيل يتطلب تكوينا عسكريا، جزء منه الإلمام بعلوم الإستراتيجية العسكرية. بدأ أحمد كمال وهو طالب بالكلية في إعداد ترجمة من الإنجليزية إلى العربية لبعض الكتب العسكرية الغربية التي انتجتها جيوش قوات المحور والحلفاء وقت الحرب، و كان لا بد من التركيز على الثقافة العسكرية الإسلامية داخل جماعة الإخوان، وهو ما دفع قيادته ومنهم أحمد عادل كمال إلى التوجه إلى التاريخ والثقافة العسكرية الإسلامية لاستكمال هذا الجانب فبدأت علاقته التي توثقت وامتدت إلى نحو 60 عاما كاملة بالفتوحات الإسلامية، وصارت المجال الأول لقراءاته وبحوثه، واستغرقت معظم وقته على الرغم من أن تخصصه الدراسي وحياته العملية والوظيفية كانت بعيدة تماما عن مجال تاريخ الفتوحات الإسلامية بل والتاريخ عموما، فقد عمل في مجال المحاسبة في البنوك، فكان عكوفه على دراسة تاريخ وأعلام العسكرية الإسلامية مرتبطا برسالة دينية يؤديها في خدمة الإسلام، وليس عملا للتكسب، كما كان ذلك نابعا من إيمانه بتميز وعبقرية العسكرية الإسلامية وتفوقها على غيرها. وكان اللافت للنظر في رحلة عادل كمال مع العسكرية الإسلامية أنه لم يكتب فيها أو يعد أي مؤلفات للنشر إلا بعد أن قضى في دراساتها ومعايشتها أكثر من ثلاثين عاما كاملا. تخصص في تأريخ استراتيجيات الفتوحات الإسلامية، وكان أحمد كمال له كامل السبق في استصدار الأطالس التي تؤرخ للفتوحات الإسلامية، كما أن له عدة كتب منها: "الطريق إلى المدائن"، و"القادسية"، و"سقوط المدائن و نهاية الدولة الساسانية"، و"الطريق إلى دمشق"، و"الفتح الإسلامي لمصر"، كما أصدر سلسلة من الكتب التي تناولت أعلام القادة العسكريين من الصحابة مثل: " شهيد نهاوند - النعمان بن مقرن المزني"، و"طليحة بن خويلد الأسدي"، و"محمد بن مسلمة الأنصاري"، و"عدي بن حاتم الطائي"، وله كتابات متنوعة أخرى مثل: "الكويت من جزيرة العرب"، و"النقط فوق الحروف - النظام الخاص والإخوان المسلمون"، و"حجر رشيد والهيروغليفية".