أطلس الفتوحات الإسلامية - تصوير خرائطي لأحداث التاريخ الإسلامي
أحمد عادل كمال
أطلس الفتوحات الإسلامية - تصوير خرائطي لأحداث التاريخ الإسلامي
نبذة عن الكتاب

هذا الأطلس التاريخي للمؤرخ أحمد عادل كمال، صاحب الكتب المتميزة في الفتوح الإسلامية ومن الرعيل الأول للتيار الإسلامي المعروف، قد استغرق سنوات طويلة من التأليف، وهو تصوير خرائطي لأحداث التاريخ، يتضمن خرائط تشرحها عبارة موجزة لا تحرص على الإسهاب، ويحتوى على (134) خريطة للفتوح منذ صدر الإسلام وحتى الدولة العثمانية، إضافة إلى عشرات الصور الملونة لبعض المعارك، وتراجم لبعض قادة الحروب، وجداول وفهارس غاية في الإتقان، كما تميز هذا الأطلس بحلته البديعة التي خرج فيها، وألوانه المتميزة وورقه المصقول، وهو آخر ما كتبه كمال من مؤلفات.ويؤكد أحمد كمال أن حركة الفتوح الإسلامية حدث لم يتكرر في التاريخ، حيث تفرد بسرعة الإنجاز إذ لم يتجاوز مداه الزمني أكثر من عشرين عاما، وتم على مرحلتين: الأولى منذ نهاية عهد أبي بكر الصديق إلى نهاية عهد عمر - رضي الله عنهما - (12هـ-23هـ) حيث تم في هذه المرحلة فتح العراق بأكمله وبلاد فارس ومصر والشام. والثانية فترة خلافة الوليد بن عبد الملك (86هـ-96هـ) وفيها تم فتح الشمال الإفريقي والأندلس، وآسيا الوسطى وإقليم السند، وتمثل هذه الفتوح التي امتدت شرقا وغربا أكثر من سبعين خطا من خطوط الطول. وقد انفرد هذا الفتح الإسلامي بدوام الأثر وعمق التأثير، فلم يخرج من الأراضي التي فتحها المسلمون عبر تاريخهم فيما بين المحيطين الأطلسي والهادي سوى مناطق محدودة أبرزها الأندلس، لكن ظلت بقية المناطق تدين بالإسلام حتى وقتنا الحاضر.وقد قدم المؤلف للفتوحات الإسلامية بفصل تمهيدي تناول شبه الجزيرة العربية من حيث الجغرافيا والقبائل العربية وحروب الردة ونتائجها، ثم عرض الفتوحات في ثلاثة أقسام رئيسة: المرحلة الأولى (12هـ-23هـ) وتناولها الأطلس في خمسة فصول: الحملات الأولى على العراق وعرض فيها معارك الفتوح وأبرزها معارك الحيرة والبويب والولجة والجسر؛ معارك القادسية والمدائن التي تعتبر أكبر المعارك في تلك الفترة وما تخللهما من معارك صغيرة؛ الانسياح في بلاد فارس وفيه معارك المسلمين في فارس (إيران) والتي أجهزت على الإمبراطورية الفارسية، وأبرز معاركها جلولاء، وفتح أذربيحان وأرمينيا والسند؛ فتح الشام وفيه وقائع ومعارك الشام وأبرزها معركة فحل بيسان ومعركة اليرموك؛ فتح مصر وفيها فتح الإسكندرية ومعركة هليوبوليس. أما المرحلة الثانية (86هـ-96هـ) وتناول فيها ثلاثة فصول: فتوح برقة والمغرب؛ فتوح الأندلس؛ غزوات البحر المتوسط وفيها فتح قبرص ورودس وكريت وصقلية ومالطة وجزر البليار وجزيرة سردينيا. أما الجزء الثالث من الأطلس فتناول الفتوحات في عهد الدولة العثمانية وتاريخ دولة آل عثمان منذ نشأتهم والمعارك والفتوح التي قاموا بها. وختم أحمد كمال الأطلس بيوميات وحوليات الفتح وأبرز قادته، وترجم لمجموعة من الشخصيات الحربية المهمة أمثال المثنى بن حارثة، وعمرو بن العاص، وهرقل الأول والمقوقس، ويزدجرد الثالث، والبطريرك بنيامين.وقد بذل أحمد كمال في كتابه هذا جهدا كبيرا لإخراج الخرائط وتحديد أماكن المعارك ومسار الجيوش بعناية فائقة، ومن يطالع خرائط الأطلس سيلحظ ذلك ويدرك أيضا تأثير الجغرافيا على المعركة، والقدرات التي تمتع بها المسلمون الأوائل في تطويع الجغرافيا لخدمة أغراضهم الحربية والعسكرية، وجعلها عاملا مساعدا في تحقيق النصر.إن حركة الفتوح الإسلامية، رغم أهميتها التاريخية والعسكرية، لم تحظ بالاهتمام المناسب، حيث نظرت إليها بعض الكتابات على أنها حكايات للبطولة والفداء، أو مواعظ تستخدم في الحث على التضحية، وأن الصيحات التي كان يطلقها المسلمون في الحروب كانت هي مفتاح النصر، غير أن هذا الفهم القاصر لحركة الفتوح الإسلامية عطل الكثير من إمكانية الاستفادة من تلك الفتوح.وقد تميز الأطلس بأسلوبه السهل الممتع إضافة إلى استيعابه لأحداث وتفاصيل المعارك والفتوحات.