هو الشيخ محمود شهاب الدين أبو الثناء الحسيني الآلوسي، مفسر، ومحدث، وفقيه، وأديب، وشاعر، ولد سنة 1217هـ، ويرجع نسبه إلى مدينة آلوس وهي جزيرة في وسط نهر الفرات في محافظة الأنبار، حيث فر إليها جد هذه الأسرة من وجه هولاكو التتري عندما دهم بغداد فنسب إليها. ويرجع نسب عائلته إلى سبط النبي محمد فهي عائلة علوية النسب، وآلوسية في الموطن وبغدادية السكن. وكان سلفي العقيدة، وشافعي المذهب، وتلقى العلوم على شيوخ عصره، وكان شديد الحرص على التعلم ذكيا فطنا، لا يكاد ينسى شيئا سمعه، حتى صار إمام عصره بلا منازع. وكان حسن الخط، فقد دون وخط معظم كتبه بخطه الجميل، كما أخذ إجازة الخط من الخطاط سفيان الوهبي أحد أشهر الخطاطين في بغداد. واشتغل بالتأليف والتدريس في سن مبكرة، فذاع صيته وكثر تلاميذه، حتى تولى الإفتاء عام 1248هـ، بأمر من السلطان العثماني، وبقي فيه حتى سنة 1263هـ، ثم عزل فانقطع للعلم. وتصدر للتدريس في مدرسة الحاج أمين جلبي في رأس القرية، ثم درس في المدرسة العمرية المعروفة في جانب الكرخ، ثم في مدرسة الحاج نعمان الباجة جي في محلة عمّار، والمدرسة القادرية، والمدرسة المرجانية، وقصد إليه العلماء والفقهاء من سائر أقطار المعمورة، وكان له مجلس حافل في محلة العاقولية من جانب الرصافة يختلف إليه رواد العلم والمعرفة ومن رواد هذا المجلس الشيخ عبد الباقي العمري، والشاعر عبد الغفار الأخرس، والخطاط أحمد أفندي القايمقجي، وسافر في حياته إلى الموصل وإسطنبول، ومر بماردين وسيواس، وذهب إلى الباب العالي فأكرمه السلطان عبد المجيد. ثم عاد إلى بغداد يدون رحلاته ويكمل ما كان قد بدأ به من مصنفاته. وفي أوائل سنة 1247هـ دخل علي رضا باشا والي بغداد الجديد عنوة بعد أن قمع داود باشا وأرسله مخفورا إلى إسطنبول، وأساء جنوده السلوك في بغداد فنهبوا الأموال وطلب سكان بغداد إلى علي رضا باشا ان يضرب على ايدي جنوده فلم يفعل فكانت حركة الشيخ عبد الغني آل جميل ضد الوالي الجديد، وكان أبو الثناء زعيم اهل الكرخ في هذه الحركة التي من جرائها القي القبض عليه وجرد من وظائفه وسجن عند نقيب اشراف بغداد، وبعد فترة أفرج علي رضا باشا عن أبو الثناء وعينه واعظاً للحضرة القادريةومن أبرز مؤلفاته وأهمها: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. والمعروف بـ (تفسير الآلوسي)، وأيضا له مؤلفات أخرى عظيمة، مثل نشوة الشمول في السفر إلى إسلامبول وهو عن رحلته إلى الإستانة، نشوة المدام في العودة إلى دار السلام، غرائب الاغتراب، دقائق التفسير، الخريدة الغيبية، كشف الطرة عن الغرة، حاشية قطر الندى، وغيرها. وتوفي أبو الثناء الآلوسي في بغداد في 5 ذو القعدة عام 1270هـ ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي. وله من الأولاد أربعة هم عبد الله بهاء الدين الآلوسي، وأحمد شاكر الآلوسي، ونعمان الآلوسي، ومحمد ثابت.